أيام قليلة تفصلنا عن موعد خوض غمار الاستحاق الانتخابي البلدي المزمع اجراؤه في 6 ماي 2018 , وفي خضم هذا الشأن نشرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات خلال اليومية الأخيرين القوائم النهائية المقبولة في الانتخابات البلدية . وقد بينت الأرقام التي نشرتها الهيئة أن المستقلّين ينافسون بقوّة في سباق البلديات ، الأمر الذي اعتبره مراقبون بصمة هامّة في مسار الانتقال الديمقراطي الذي تشهده تونس. و وصل عدد القوائم النهائية المرشحة لخوض الانتخابات البلدية القادمة في تونس إلى 2074 قائمة. وكشفت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، في مؤتمر صحافي الخميس، عن هذا العدد النهائي للقوائم التي تم قبولها لخوض السباق من أجل المجالس البلدية في تونس بعد البت في النزاعات من قبل المحكمة الإدارية. وقال محمد التليلي المنصري، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، "إن العدد السابق للقوائم المقبولة كان 2068" موضحا أنه "تمت إضافة 6 قوائم جديدة بعد صدور قرارات من المحكمة الإدارية بقانونية ترشحها". وصرح أنور بن حسن، عضو الهيئة، أن من بين القوائم المرشحة لخوض الانتخابات البلدية 1055 قائمة حزبية و860 قائمة مستقلة و159 قائمة ائتلافية. وبحسب هيئة الانتخابات، تحولت 8 قائمات من حزبية إلى مستقلة وقائمتان من ائتلافيتين إلى مستقلتين. و اعتبر مراقبون أن عدد القوائم المستقلة والذي يزيد عنه قليلا عدد القوائم الحزبية يجعل للمستقلين حظوظا كبيرة في تحصيل مقاعد أكبر في مجالس البلديات. وفي خضم هذا الشأن، اعتبرت رئيسة الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات "عتيد" ليلى الشرايبي أن العدد الكبير للقوائم المستقلة المرشحة للانتخابات البلدية "شيء صحي". وأوضحت الشرايبي، في تصريح لصحيفة العرب اللندنية، أن تقدم المستقلين للترشح لاستحقاق محلي "دليل على وجود وعي بأهمية الانتخابات البلدية وأن المواطنين يريدون المشاركة فيها". ومن جانبه، يرى رفيق الحلواني المنسق العام لشبكة "مراقبون" إن الشأن المحلي ليس سياسيا فقط إذ يتعلق في جانب مهم منه بمشاغل المواطن في مدينة ما وهي مشاغل تختلف عن المسائل المتعلقة بالشأن الوطني. وأفاد بأن العديد من الأشخاص يرفضون على المستوى المحلي أن يعملوا مع الأحزاب. ولئن اعتبر الحلواني أن الأحزاب الكبيرة في تونس لها حظوظ كبيرة في الفوز بأغلب مقاعد المجالس البلدية القادمة باعتبار الإمكانية البشرية والمادية الهامة التي لديها، لكن هذا لا يمنع أن للمستقلين حظوظا كبيرة في الانتخابات البلدية القادمة، وفق تقديره.