أقل من أسبوعين يفصلاننا عن موعد الاستحقاق الانتخابي البلدي المرتقب والمزمع إجراؤه في 6 ماي القادم . وقد دخلت الحملة الانتخابية للقائمات المترشحة للبلديات أسبوعها الثاني على التوالي، ولئن اشتد التنافس بين القائمات المترشحة الحزبية منها او الائتلافية أو المستقلة، فإن الحملة منذ انطلاقها اتسمت بنسق بطيئ في مجملها، قابلها نفخ كبير في الوعود الانتخابية لعدد من القوائم المترشحة وصل أغلبها حد اختلاق وعود خيالية لا لشيء فقط لاستمالة الناخبين الى صفهم وربح أصواتهم في معركة ماي الانتخابية. و تتنافس ، بهذا السباق الانتخابي الأول من نوعه بعد ثورة 14 جانفي 2011, أكثر من 2070 قائمة انتخابية وافقت عليها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، تضمُّ ما يناهز ال54 ألف مرشح في 350 دائرة بلدية، لانتخاب 7500 منهم فقط لتقلد مقاعد صلب المجالس البلدية. ويرى مراقبون أن الحملة الانتخابية للمترشحين لخوض غمار الانتخابات البلدية قد اتسمت انطلاقتها في 14 أفريل الماضي بنسق ضعيف و جد متواضع مقارنة بهالة الحدث وأهميته، إذ اقتصرت في مجملها على المدن الكبرى، مع ظهور خجول للقوائم المستقلة والأحزاب الصغرى والائتلافات. و عموما، يمكن الجزم بأن أغلب النقاط التي شهدت حملات انتخابية ، سجلت حضورا واضحا للأحزاب الكبرى بالخصوص ، واعتبر مراقبون أنه من خلال أغلب الحملات الانتخابية فإن المنافسة تنحصر بين حزبي حركة النهضة والنداء، أقلّه على مستوى سقف إيلاء الاهتمام للحملة الانتخابية. و قد ركزت القوائم الحزبية في حملتها على أنشطة احتفالية، عبر نصب خيم اعتمدت على الموسيقى ومضخمات الصوت، لجذب الناخبين والسكان، فيما استعانت بعض القوائم بمواكب استعراضية غنائية، جابت المناطق والأحياء، كما ركزت قائمات على الطرق على الأبواب والتعريف ببرامجها الانتخابية معولة على الاتصال المباشر مع المواطنين … حزب نداء تونس التجأ في حملته الانتخابية الى الاستعانة بقياداته من أعضاء الحكومة من وزراء وكتاب دولة و نواب البرلمان ، انخرطوا جميعهم في الحملات الانتخابية لحزبهم، من خلال المشاركة في الاجتماعات العامة في المقاهي والأسواق الأسبوعية، الأمر الذي أشار جدلا واستنكارا واسعين في صفوف التونسيين. وحول نسق الحملة الانتخابية للقولئم المترشحة لخوض غمار الانتخابات البلدية في أسبوعها الأول، ذكرت منظمة "مراقبون" المختصة بمتابعة الانتخابات أن الحملة تميّزت خلال أسبوعها الأول بوتيرة بطيئة، على الرغم من تنوع الأنشطة التي قامت بها القوائم المرشحة، خاصة القوائم الحزبية. ورصدت "مراقبون" في تقريرٍ لها مجموعة من التجاوزات، من بينها على سبيل المثال سماح الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لقائمة انتخابية بوضع صورة مرشح يرتدي زيّ شرطي ويعرف نفسه بأنه عقيد في قوات الأمن الداخلي، كذلك سمحت بتعليق قوائم تقتصر على صور الذكور وتحجب صور المرشحات، بالإضافة إلى السماح بتعليق قوائم نصّ فيها على صفة ذوي احتياجات خاصة لمرشح لديه إعاقة. كذلك سجّلت "مراقبون" تفشي ظاهرة "التمزيق" في عدد من الدوائر الانتخابية. وذكرت في تقريرها بلديات أريانة، باجةالمدينة، بنزرت، بني خلاد، بوجليدة، بورويس، توزر، تونس، جندوبة، حي النور القصرين، رواد، سكرة، سليانة، سليمان، سيدي بوزيد، الشيحية، طبرقة، قابسالمدينة، كسرى، مطماطة القديمة، مكثر، النفيضة، وغيرها.