دعت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات مختلف الأطراف الفائزة في الانتخابات البلدية التي جرت يوم 6 ماي 2018 إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه التونسيات والتونسيين، عبر تمكين النساء من رئاسة البلديات بمساندة من ينتصرن لحقوق النساء كجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان وللمساواة التامّة دون مساومة أو مواربة ودون تمييز. و يرى مراقبون أن جمعية النساء الديمقراطيات و بالشرط التي خصصته في بيانها (النساء اللاتي ينتصرن لحقوق النساء) لم تتوجه بالمساندة لسعاد عبد الرحيم ( المترحشة لنيل منصب شيخة مدينة تونس) باعتبار الأخيرة لم تعلن بوضوح عن موقفها من مسألة الإرث وزواج المسلمة من غير المسلم ، ما يجعلها في دائرة المغضوب عليهم من الحداثيين ، و ثانيا لكونها مرشحة عن حركة النهضة،الخصم الايديولوجي للجناح الحداثي ،وفق منطقهم. وأعربت الجمعية التّونسية للنّساء الدّيمقراطيات في بيان أصدرته اليوم الاربعاء 9 ماي 2018، عن خشيتها من أن يتمّ بسبب التجاذبات السياسية والحسابات الحزبية الضيّقة التراجع عن الاعتراف للنساء بكفاءاتهنّ وأدوارهن ّفي إنجاح العملية الانتخابية والحال أنهن تبوّأن رئاسة القائمات الانتخابية خاصة الحزبية والائتلافية وخضن الحملات بشجاعة واقتدار رغم كلّ التحديات والعراقيل التي تواجه مشاركتهن في الحياة العامة والحياة السياسية، مضيفة انه الضّروري تدعيم نهج المساواة والمواطنة الذي توّخّته تونس وأقرّته في دستور جانفي 2014 وما تلاه من إصلاحات تشريعية هامّة. وأشادت الجمعية بنجاح الانتخابات البلدية وبما أفرزته من تعدّدية سياسية ومن حضور لافت للمستقلات والمستقلين والشّابات والشّبان الأمر الذي يؤكّد أهمية نظام الاقتراع الذي اعتمدته تونس منذ سنة 2011 منبهة في المقابل إلى بعض الشوائب التي مسّت المسار ومنها ضعف رئاسة النساء للقائمات الانتخابية المستقلة وعدم تمكّن ألاف النساء، خاصّة في الأرياف، من التصويت لافتقادهن لبطاقات التعريف الوطنية، وداعية إلى اتّخاذ الإجراءات اللازمة لتلافي مثل هذه النقائص مستقبلا في القانون كما في الممارسة. وعبّرت الجمعية عن ارتياحها لسير العملية الانتخابية لما سمحت به من انخراط واسع للنساء التونسيات في القائمات سواء الحزبية أو الائتلافية أو المستقلّة إذ بلغت نسبة المترشّحات للانتخابات البلدية 48 بالمائة، الأمر الذي يترجم استعداد النساء التونسيات الدائم لممارسة مواطنتهن الكاملة والمساهمة في أخذ القرار وتسيير الشأن العام، وفق ذات البيان.