ككلّ سنة و مع بداية شهر رمضان ، يتجدد الجدل في تونس بشأن فتح المقاهي لأبوابها في ساعات النهار ويقود ناشطون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، للمطالبة بإلغاء منشور قديم يجبر أصحاب المقاهي على غلق محلاتهم طيلة هذا الشهر. في المقابل رأى وزير الداخلية لطفي براهم،أن إلغاء منشور غلق المقاهي خلال رمضان قد يمثل خطرا على الأمن العام، خصوصا أن هذا الشهر يعرف ارتفاعا في وتيرة التهديدات الإرهابية من مختلف التنظيمات التكفيرية. و اكد أن الوزارة تطبق قرار إغلاق المقاهي خلال شهر رمضان ، تفاديا لاستفزاز مشاعر المسلمين، ومنعا لردود فعل عنيفة أو متطرفة تؤثر على الأمن العام، أو تكون حجة لارتكاب أعمال إرهابية. وشدَّد براهم على سهر الوزارة على حماية مشاعر المسلمين من أي محاولات للمس بها، كما تحرص تماما على حماية مشاعر ومقدسات المسيحيين واليهود في تونس. وأكد الوزير في إجابته عن سؤال كتابي وجهته إليه عضو مجلس الشعب هاجر بالشيخ أحمد، استمرار الإجراءات والتدابير المعمول بها منذ سنين عديدة مع حلول شهر رمضان المعظم، ضمن واجبات وزارة الداخلية المتعلقة بحفظ الأمن والنظام العام في مختلف جوانبه الاجتماعية والحضارية والحفاظ على الروابط المشتركة بين عموم المواطنين. لكن النائبة بمجلس الشعب صابرين قوبنطيني هاجمت من خلال صفحتها الرسمية على الفايسبوك وزير الداخلية بسبب تفعليه لمرسوم غلق المقاهي في صباح شهر رمضان المعظم. وقالت النائبة أن تفعيل وزير الداخلية للمرسوم يخالف مقتضيات الدستور التونسي الذي يثير الى حرية الضمير، مضيفة المشكل ليس في النهضة وانما في من تظنون أنهم حداثيون. فيما عبرت مديرة المكتبة الوطنية رجاء بن سلامة عن رفضها لقرار وزير الداخلية تفعيل مرسوم غلق المقاهي في شهر رمضان. وقالت في تدوينة فايسبوكية اتركوا الناس أحرارا سواء صاموا أم أفطروا، نقاوم الدّواعش بفرض الحقوق والحريات لا بالحدّ منها خوفا من إثارتهم. وتساءلت قائلة كيف نبني جمهورية ديمقراطيّة بهذا الخوف؟ كيف نطوّر السياحة بمقاه ومطاعم مغلقة في النهار؟ من يخدش مشاعره مشهد مفطر في رمضان، أيّ إيمان له؟ إيمانه مشدود في شعرة؟ " ويعود غلق المقاهي لأبوابها في شهر رمضان، إلى منشور قديم يرجع إلى بداية ثمانينيات القرن الماضي، في عهد رئيس الحكومة السابق محمد مزالي. من جانبه وصف الشيخ بشير بن حسن المطالبين بعدم اغلاق المقاهي و المطاعم خلال نهار رمضان "بشياطين الانس" مطالبا السلطات الامنية بإغلاق المقاهي خلال شهر مضان. و قال بن حسن في فيديو نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "تونس دينها الإسلام ولغتها العربية، لا أحد يطلب منكم الصوم (بالإكراه) فمن عمل صالحا لنفسه ومن أساء فعليها، ترغب بانتهاك حرمة رمضان فهذا شأنك، لكن أن تعلن ذلك في مجتمع فهذا غير مقبول. والنبي محمد يقول "كل أمتي معافى إلا المجاهرون". إذا كان الشخص مسافرا في مطار أو في طريق سريع فالإفطار ممكن، ولكن إذا كان داخل المدن فهذا انتهاك للدين في مجتمع مسلم". و قال الاعلامي زياد الهاني أن " لشهر رمضان في بلادنا حرمة وعادات وطقوس تشكل جزءا من ثقافة تونس وهويتها ، مؤكدا التجاهر بالإفطار وضرب مقدسات الشعب ومعتقداته باسم حرية الضمير أو التصدي لحركة النهضة، فيه تطاول على هوية شعب بأسره ومقدساته. وما يعتبره البعض شجاعة، فيه استفزاز لمشاعر عامة الناس وتوليد للإرهاب، وأؤكد فيه توليد للإرهاب سندفع ثمنه نحن الذين نسير في الشوارع والأسواق وليس المحرضون عليه المؤمَّنون في أبراجهم العاجية.." وأنبه بعض النائبات ومن لف لفهن من زاعمي الحداثة، من مغبة اللعب بالنار، فللبيت رب يحميه..