مع انقضاء اليوم الأول من رمضان ، يمكن القول بأن الرؤية اتضحت لدى المشاهد التونسي حول ما سيتابعه من المنوعات والمسلسلات التي تبثها القنوات التونسية العمومية منها والخاصة، سيّما وأنه يمكن الجزم بأن المنافسة تقتصر ، هذا الموسم ، على ما تبثّه القنوات التلفزية الخاصة ، وفي حصرٍ أدقّ بين قناتيْ "الحوار التونسي" و"التاسعة". وتسعى كلّ قناة تلفزية إلى شد انتباه المشاهدين وضمان متابعة الأعمال الرمضانية المبرمجة، وتتنافس قناتي الحوار والتاسعة بتقديم عملين دراميين مستمدّين من المادة التاريخية وإثرائها بحيثيات متخيلة لإضفاء التشويق عليها. ويتناول مسلسل "علي شورب" لربيع التكالي الذي تعرضه قناة التاسعة حياة أحد أهم رموز الإجرام في تونس، ولكن بأخلاق الصعاليك. و تروى عن "شورب" أيضا حكايات تعكس شهامته التي جعلته ينسب إلى الصعلكة الشريفة خاصة وانه كان يدافع عن الفقراء والنساء. وعندما قتل في أوائل السبعينات ترك أثرا بالغا في نفوس سكان العاصمة وأقيمت له جنازة أرادها البعض ذات طابع وطني. أمّا مسلسل «تاج الحاضرة» لسامي الفهري الذي تعرضه قناة الحوار التونسي فهو يدور في رحاب «حريم السلطان» من خلال تناول حياة حكام تونس خلال الفترات الاستعمارية، وما يتخلّلها من ظلم وتسلط واعتداء على أبسط حقوق المرأة. والحاضرة هي التسمية التي كانت تطلق على تونس العاصمة زمن الحكم العثماني وظل أعيان البلاد يطلقون عليها ذات الاسم ولازال بعض كبار السن من الارستقراطية التونسية خاصة ذوي الأصول التركية يعتمدون هذه التسمية. ويتناول المسلسل ما يحدث تحت أقبّة قصور البايات ويحاول تسليط الضوء على مرحلة مهمة في تاريخ تونس لم تحظ بالاهتمام اللازم سواء في مقاربات المؤرخين بشكل علمي أو في إبداعات صناع فن الدراما والسينما. في سياق آخر، يُلاحظ من خلال البرمجة الرمضانية أن اللون الطاغي على ما تعرضه القنوات التلفزية، هو "الكوميدي"، إذ اختارت قناة «حنبعل» عرض سيتكوم "دار العجب" ، وقناة «التاسعة» عرض سيتكوم "7 صبايا"، وقناة «أم تونيزيا» بث سلسلة "صحبة غير درجين"، وقناة «الحوار التونسي » مواصلة بث جزء جديد من "دنيا أخرى"، وكذلك قناة «نسمة» ستواصل عرض جزء جديد من "نسيبتي العزيزة". وتعوّل القناة الوطنية الأولى على سلسلة كوميدية هزلية بعنوان «محطة الغسيل»، على امتداد 15 حلقة، وتجمع ثلة من أبرز الممثلين، على غرار سوسن معالج، ومرام بن عزيزة، وريم بن مسعود، في الأدوار الرئيسية، بمشاركة كل من صلاح مصدق، وشاكرة الرماح، وعلي الخميري، ومحمد علي دمق، ورابعة السافي.