لا حديث خلال الأسابيع الأخيرة إلا عن أزمة الأدوية التي تطوّق البلاد والتي باتت تهدد مخزون البلاد من الأدوية بالنفاذ ، سيما فيما يتعلق بأدوية عديد الأمراض المزمنة ، الأمر الذي خلق تخوفات على الساحة ممّا ينتظر المرضى من مصيرٍ في ظل حالة العجز التي بلغتها والتي حالت دون تمكنها من توفير مختلف الأدوية المصيرية. وفي خضم هذا الشأن، قال نائب رئيس قسم العلاقات الإقتصادية الخارجية في مؤسسة ييتشانغ لصناعة الأدوية بمدينة يوهان الصينية إن شركته مهتمة بالسوق التونسية وأنها تتفاوض مع عدد من الشركات التونسية الناشطة في هذا المجال إلى جانب عدة دول إفريقية أخرى على غرار الجزائر وكينيا. و أوضح، خلال لقاء مع مجموعة من الصحفيين من 28 دولة إفريقية في زيارة لمدينة هوباي الصينية أن شركة ييتشانغ تبحث عن شركاء جدد في إفريقيا سواء لتصدير أدويتها التي بلغ عددها 224 نوعا أو إلى الإستثمار فيها مستقبلا. من جهته ، لفت ممثل التسويق في قسم العلاقات الخارجية للشركة الى أن مؤسسته تهتم منذ فترة طويلة بالسوق التونسية التي تضم عددا كبيرا من الشركات الهامة ومراكز البحث في مجال صناعة الأدوية وأنها تجري مفاوضات مع عدد منها للدخول إلى هذه السوق الهامة التي تعتبر من أهم الأسواق الأفريقية. وأوضح أن شركته تسعى في الوقت الراهن للتعاون مع نظيراتها التونسية في مجال تسويق الأدوية كما أنها مهتمة بالمكونات النشيطة للمستحضرات الصيدلانية والمواد الأولية الموجودة في تونس والمستخدمة في صناعة الأدوية دون أن يستبعد إمكانية الإستثمار مستقبلا في هذا المجال في البلاد، خاصة وأن تونس يمكنها أن تكون قاعدة إقليمية للإنتاج والتوسع بالنسبة للشركات الصينية . وللإشارة فإن لهذه الشركة استثمارات في دول إفريقية مثل شركة تصنيع الأدوية التي أسستها في أثيوبيا سنة 2017 بقيمة 100 مليون دولار أمريكي وبطاقة تشغيلية تصل إلى ألف عامل وكذلك مصنع تصنيع الأدوية في مالي سنة 2014 والذي يعد المصنع الأول من نوعه في هذه الدولة الإفريقية. ولدى تقديمه لهذه المؤسسة الصينية التي تأسست منذ سنة 1964 قال نائب رئيس العلاقات الإقتصادية الدولية أن هذه الشركة الأكبر في الصين في مجال صناعة مسكنات الآلام وتقدر حصتها بنسبة 60 بالمائة من السوق الصينية في هذا المجال وهي تحقق نسبة نمو سنوية تقدر ب21 بالمائة وتصدر أدويتها إلى أكثر من 25 دولة في العالم من بينها 5 دول افريقية . وتمكنت هذه الشركة التي تشغل 4600 شخص من إطارات وباحثين خلال السنة الماضية من تحقيق مداخيل قدرت قيمتها ب414 مليون دولاروهي تتعامل مع أكثر من 20 مركز بحث في الصين وخارجها ولديها مركزان لتطوير البحوث حول مسكنات الآلام الأول في الصين والثاني في الولاياتالمتحدةالأمريكية ومركز للتسويق في أوروبا مقره في سويسرا. وتعد تونس من بين الوجهات التي تشجع الصين على الإنفتاح عليها بالنظر إلى مميزاتها المتعددة وفي مقدمتها موقعها الجغرافي الذي يجعلها "منصة مثالية بين أوروبا وبقية الدول الإفريقية" وفق ما صرح به السفير الصيني في تونس سام وانغ وينبينغ في ندوة لمجلس الأعمال الصينيالتونسي خلال شهر ماي الجاري بالعاصمة. ويعتبر قطاع صناعة الأدوية في تونس من أهم القطاعات التي تحقق قيمة مضافة عالية والتي تمكنت من تحقيق نسب نمو كبيرة رغم الصعوبات التي يمر بها الإقتصاد التونسي بعد الثورة حيث استطاع هذا القطاع تحقيق نمو بنحو 12 بالمائة مابين 2000 و2016 حسب تقارير رسمية كما يوفر حوالي 9 آلاف موطن شغل بنسبة تأطير تقدر ب48 بالمائة. وتعمل تونس على تغطية حاجيات السوق من الأدوية المصنعة محليا بنسبة 60 بالمائة في حدود سنة 2020 مقابل نسبة لا تتجاوز51 بالمائة خلال سنة 2016 وذلك من خلال التشجيع على إنتاج الأدوية الموردة وفق ما صرح به رئيس الحكومة يوسف الشاهد مؤخرا.