بعد سنوات عجاف من الركود الذي خيّم على القطاع السياحي في تونس نتيجة الأوضاع الاقتصادية المضطربة والهجمات الإرهابية التي استهدفت هذا القطاع الحيوي، بدأت السياحة التونسية تعيش نوعا من الانتعاش. و تكشفُ مؤشرات وأرقام الموسم السياحي الأخير عن قفزة استثنائية حققتها السياحة والتي تمكنت من تحقيق انتعاش كبير وتجاوز الأزمات والخسائر الفادحة التي ضربت القطاع خلال السنوات الماضية. وأعلنت وزيرة السياحة التونسية، سلمى اللومي الرقيق،أن السياحة في تونس سجلت "نهوضا فعليا" في الأشهر الخمسة الأولى من 2018، بحيث زادت العائدات بنسبة 32 في المئة مع تطور مهم للسوقين الروسية والصينية. و بثت أمس الاربعاء قناة 1TF الفرنسية تقريرا حول وجهة السياح الفرنسيين في صيف 2018 وأظهر التقرير أن 69 بالمائة من الفرنسيين سيذهبون في عطل سياحية إلى وجهات مختلفة. وبيّن التقرير أن هذه النسبة تُعتبر مرتفعة جدا مقارنة بالسنوات الماضية حيث لم تتحقّق منذ سنة 2012 ويعود ارتفاعها حسب القناة إلى الانتعاشة الاقتصادية التى تمر بها فرنسا فضلا عن ارتفاع معنويات الفرنسيين. وتحدّث التقرير عن مفاجأة كبرى تتمثل في أن تونس عادت مجدّدا كأفضل وجهة سياحية للفرنسيين في جنوب المتوسّط حيث أن أكثر من 600 ألف فرنسي يعتزمون القدوم إلى تونس هذه الصائفة. وحلّت تونس الرابعة في قائمة أفضل الوجهات السياحية للفرنسيين في سنة 2018 بعد اسبانيا وايطاليا والبرتغال. من جانبه أكد مندوب السياحة بقبلي محمد الصايم في تصريح إعلامي صباح االأربعاء، إنه تم تسجيل مؤشرات إيجابية في القطاع السياحي بالجهة، اذ تم تسجيل ارتفاع في عدد تأشيرات الدخول إلى الصحراء بنسبة 66.66% من 453 تأشيرة سنة 2016 إلى 755 تأشيرة سنة 2017. كما أكد الصايم أنه إلى حدود 30 أفريل 2018 تم تأشير 482 برنامج للدخول للفضاء الصحراوي مقابل 319 في نفس الفترة من 2017 أي بزيادة 51%. وتجاوز عدد السياح الذين دخلوا البلاد 2،3 مليون في العشرين من ماي، بزيادة نسبتها 21،8 في المئة بالنسبة للفترة نفسها من العام 2017و5،7 في المئة بالنسبة إلى الفترة نفسها من 2010. وبلغت عائدات السياحة 358،6 مليون دولار في الأشهر الخمسة الأولى من 2018 بزيادة نسبتها 31,8 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من 2017. وأضافت وزيرة السياحة سلمى اللومي"أنه عام النهوض الفعلي"، لافتة إلى أن "حجوزات الفنادق مكتملة في جربة والحمامات وسوسة والمهدية" بالنسبة إلى الصيف. وأوضحت أن هذا النهوض شمل "السوق التقليدية"، أي الفرنسيين (+45 في المئة) والألمان (+42,4 في المئة)، والجزائريين (+17,4 في المئة)، علما أن الصدارة هي للصينيين (+56.9 في المئة)، والروس (+46,4 في المئة). وتابعت "سنتجاوز في 2018 ثمانية ملايين سائح مع نمو للسوقين الروسية والصينية، إضافة إلى السوق التقليدية". وأكدت أن "الناس يعودون إلى تونس بفضل الأمن، ومستوى الأمن لدينا يوازي أي مدينة أوروبية".