بعد سنوات من الركود الذي خيّم على القطاع السياحي في تونس نتيجة الأوضاع الاقتصادية المضطربة والهجمات الإرهابية التي استهدفت هذا القطاع الحيوي، بدأت السياحة التونسية تعيش نوعا من الانتعاش. و تكشف مؤشرات وأرقام الموسم السياحي الأخير عن قفزة استثنائية حققتها السياحة والتي تمكنت من تحقيق انتعاش كبير وتجاوز الأزمات والخسائر الفادحة التي ضربت القطاع خلال السنوات الماضية. وفي خضم هذا الشأن، قالت وزيرة السياحة سلمى اللومي، في تصريح على هامش مشاركتها في الندوة الوطنية للإصلاحات الكبرى المنعقدة الاربعاء 11 أفريل الجاري، إن كل المؤشرات توكد ان الموسم السياحي لهذا العام سيكون "جد ايجابي". وتوقعت ان يتجاوز عدد السيّاح الوافدين على الوجهة التونسية الثمانية مليون سائح. واكدت ان تونس استعادت اسواقها التقليدية ومن المتوقعة زيادة عدد الوافدين من السيّاح الصينيين والروسيين بالإضافة الى تطور عدد الوافدين من السوق الخليجية. كما توقعت زيادة في عدد الوافدين الجزائريين والذين بلغ عددهم الموسم السياحي الماضي 2.5 مليون ومن المنتظر ان يتوافد هذا الموسم حوالي ثلاثة مليون سائح جزائري. جدير بالذكر أن وزارة السياحة أكدت ، الأسبوع المنقضي ، أن عائدات السياحة زادت 233% على أساس سنوي في الربع الأول من العام الحالي، مع تعافي القطاع من آثار هجمات ارهابية دامية وقعت في 2015. وذكرت الوزارة أن العائدات بلغت 457 مليون دينار في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام ارتفاعا من 371 مليون دينار في الفترة نفسها من 2017. وفي 21 فيفري الماضي، توقعت وزيرة السياحة ، سلمى اللومي، أن تنمو إيرادات قطاع السياحة بنسبة 25% العام الجاري 2018 حيث ستستقبل البلاد 8 ملايين سائح للمرة الأولى مدعومة بحجوزات قوية، مع بدء تعافي القطاع المهم بعد 3 أعوام من هجمات ارهابية استهدفت سياحاً غربيين. وأضافت اللومي: "نتوقع في 2018 استقبال 8 ملايين سائح مع ارتفاع معدلات الحجوزات من وجهات تقليدية وأخرى جديدة، وعودة السياح البريطانيين أمر مهم للغاية بالنسبة لنا".