يبدو ان التنسيق الأمني بين الولاياتالمتحدةالأمريكية و تونس أضحى على أشده ، خاصة في السنوات الأخيرة ، و ذلك ما يتجلى من خلال التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين ، فضلا عن المعدات و الاجهزة التي تسلمها الولاياتالمتحدة الى تونس .. و تسلّمت تونس، الجمعة، 9 مدرعات مصفحة من نوع "فورد"، هبة من الولاياتالمتحدة دعما ل"جهود تونس في مجابهة الإرهاب". وفي كلمة أثناء إشرافه بالعاصمة تونس على تسلّم الهبة، قال وزير الداخلية بالنيابة، غازي الجريبي، إنّ "هذه الهبة تعكس التعاون بين البلدين لتحسين الأداء الأمني". وأضاف "هذه الهبة هي لبنة جديدة تعكس التعاون القائم بين البلدين في جميع المجالات، خاصة في إحداث مبادرة الحوكمة الأمنية، وإصلاح القطاع الأمني وتحديثه". وأوضح الجريبي، أنّ "الهبة الأميركية مخصصة لفوج الفرقة العامة لمجابهة الإرهاب ، في إطار برنامج متكامل لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين". وتأتي هذه الهبة في إطار برنامج متكامل، وتتمثل في تجهيز قاعة عمليات ومعابر حدودية وتسليم عدة عربات رباعية الدفع وسيارة إسعاف، وذلك من أجل تعزيز القدرات وتمكين الأمن التونسي من المعدات التي تساعده في التصدي للإرهاب. ومن جانبه، قال السفير الأميركي بتونس، دنيال روبنستين، إنّ بلاده تفتخر بشراكتها العميقة مع حلفائها التونسيين. وأضاف أن "المساعدات والتعاون الأمني من تحديث المعدات وإحداث برامج تكوينية وتكميلية من شأنه أن يعزّز قدرة الأمن التونسي في مجابهة الإرهاب". واعتبر روبنستين، أن الولاياتالمتحدة "ملتزمة بتعزيز إمكانيات تونس لدحر الإرهاب". وتواجه تونس منذ مايو 2011 أعمالا إرهابية، أودت بحياة العشرات من الأمنيين والعسكريين وكذلك المدنيين من السياح الأجانب أساسا. ولا يزال خطر الإرهاب قائما بحسب ما أفاد به وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدي الذي أكد في تصريحات سابقة "تواصل التهديدات الإرهابية ببلاده على مستوى الحدود الغربية مع الجزائر والحدود الشرقية مع ليبيا". واستطرد قائلا "هناك تحركات لعناصر إرهابية بالمرتفعات الغربية لمحافظات القصرين والكاف وجندوبة". ولفت إلى "تواتر معلومات حول تخطيط هذه العناصر لتنفيذ عمليات نوعية تستهدف التشكيلات والمنشآت العسكرية والأمنية والمنشآت الحيوية للبلاد، في ردّ فعل على الخسائر التي تكبدتها إثر الضربات العسكرية والأمنية الأخيرة". وكان دانيال روبنستين قد أكد في نوفمبر الماضي نية واشنطن زيادة حجم المساعدات المالية بموازنة الحكومة الأميركية لفائدة تونس بهدف تطوير إمكاناتها في مجابهة الإرهاب وحماية الحدود وتعزيز التعاون الأمني والعسكري القائم، بالإضافة إلى مواصلة الدعم المالي للاقتصاد التونسي. وأكد حينئذ أن مجلس النواب والكونغرس الأميركيين تفاعلا مع مطالب البرلمان التونسي والخارجية التونسية بشأن الرفع في اعتمادات الدعم لفائدة تونس بعد أن أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب التخفيض في مساعدتها لدول شمال أفريقيا. وتشارك واشنطن في تمويل بناء الجدار الأمني العازل على الحدود التونسية الليبية الذي شرعت تونس في تشييده منذ 2015 للتوقي من تسلل العناصر الإرهابية من ليبيا التي تتخبط في الفوضى. ووافقت الولاياتالمتحدة مطلع العام الماضي على تجهيز الجدار بأجهزة مراقبة إلكترونية فائقة التقدم. وقالت البعثة الدبلوماسية الأميركية في تونس حينئذ إن "الولاياتالمتحدة ستنجز الدفعة الأولى من المشروع الذي قيمته 24.9 مليون دولار لتعزيز الأمن على طول الحدود".