عبّر الاعلامي و العضو لجنة الحريات الفردية والمساواة صلاح الدين الجورشي في حوار خاص مع "الشاهد"، اليوم الثلاثاء 26 جوان2018، عن استغرابه مما وصفه بالحملات الممنهجة و المغالطات التي استهدفت التقرير جملة و تفصيلا ، قائلا " احترم الذين لم يقبلوا ما ورد في التقرير و لكنني أطلب من الجميع ملازمة الانضباط في الحوار كي لا يتحول هذا الحوار إلى عنف دينيّ سياسيّ..خاصة و أننا قادرون على التحاور في كلّ شيء و الوصول إلى توافق". و أضاف بالقول " كنتُ أعرف أن جانبا من التقرير لن يقبله الرأي العام لاعتبارات اجتماعية و دينية و فقهية و لكنني أرفص التسليم بأن التقرير جاء مخالفا للدستور ، خاصة و ان حرية الضمير وردت في ذات الدستور و انا مستغرب من الاشخاص الذين وافقوا على تمرير هذا المصطلح في الدستور بالامس و اليوم يناقضون أنفسهم ." و استدرك صلاح الدين الجورشي بالقول " أنا في حيرة من أمري ..لست مرتاحًا تماما ..دخلنا في مغامرة صعبة تحتاج حوارا هادئا و مسؤولا و لكن مع ذلك فانّ القدح في الأشخاص والنزعة إلى تكفيرهم و تدمير حقّ الاختلاف أخطر ممّا ورد في التقرير." وأضاف عضو لجنة الحريات الفردية و المساواة" اللجنة قدمت تقريرا يحتوي أفكارا مقبولة وأخرى فوق الخطّ الأحمر و التقرير لا يعتبر عن هذا العضو أو ذاك لانه يضمّ أعضاءً يختلفون في التقييمات ووجهة النظر و كنت أتمنّى أن يكون ضمن اللجنة من يمثل التيار الزيتوني المستنير و الاصلاحي لخلق أرضية توافق أوسع و لكنني لست مسؤولا عن تشكيل اللجنة ." و رأى صلاح الدين الجورشي ان بعض النقاط التي وردت في التقرير وقع الاختلاف عليها بين أعضاء اللجنة على غرار عدم تجريم المثلية ، قائلا " عدم تجريم المثلية ليس من الأولويات وكان بامكاننا أن التعامل مع هذه المسألة بطريقة مختلفة و لكن الغالبية في اللجنة رأت عكس ذلك و أرى ان عدم تجريم المثلية لن يمرّ سواء من قبل رئيس الجمهورية و لا البرلمان ولذلك يجب التعامل مع كافة الأمور بعقلانية .. هناك صدمة و رجّة و لكن بامكاننا تحويل هذه الرجّة إلى مبادرة جديّة قادرين على التوافق حولها. وفي رسالة وجه"ها صلاح الدين الجورشي للامئة و أساتذة جامعة الزيتونة الذين وصفوا التقرير "بالكارثي" ، قال الجورشي " الأئمة موقعهم حساس لانهم يتعاملون مع النصوص الدينية و مطالبون بترشيد التونسيين و الإنزلاق في متاهات سيخسر فيها الجميع بما فيم الأئمة .. من المهمّ الاستماع لكلامهم و لكننا ضدّ استثمار المنابر لتزعّم حملات ممنهجة و مُهيكلة غير محسوبة العواقب