جدل وضجة واسعان تصدرا منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، بعد تداول عدد من الصفحات الفايسبوكية و المواقع الإعلامية لخبر مشاحنة حصلت بين وزير السياحة سلمى اللومي وقائد طائرة للخطوط الجوية التونسية "تونيسار" بسبب تسبب الوزيرة في تأخير الرحلة المتوجهة الى بلغراد، الأمر الذي جلق بلبلة كبرى اقترنت بدعوات الى إقالة الوزيرة من منصبها. و تداول عدد من السياسيين ورواد منصات التواصل الاجتماعي تدوينة لمسافرة تونسية تُدعى وفاء فراويس، اتهمت فيها وزيرة السياحة بالتسبب في تأخير الرحلة المتجهة إلى عاصمة صربيا بلغراد والدخول في شجار مع قائد الطائرة الذي لامها وفريقها الوزاري على التأخير الكبير وتعطيل الرحلة. وأشارت فراويس إلى أن الوزيرة اضطرت للمغادرة بعد مهاجمتها لفظيا من قبل عدد من الركاب. و في تعليقه على ذلك، قال رئيس حزب البناء الوطني رياض الشعيبي " مرشحة لتولي منصب رئيسة الحكومة الجديدة، لكن العقلية هي هي!" . وأكد الشعيبي أن وزيرة السياحة اتصلت بوزير النقل رضوان عيارة وطلبت منه استبدال قائد الطائرة. واشار إلى أن طاقم الطائرة ساند قائدها ورفض تنفيذ تعليمات الوزير المتعلقة بتغيير قائد الطائرة، وهدد بتعطيل الرحلة المذكورة ورحلات عدة أخرى، قبل أن تغادر الوزيرة على متن طائرة أخرى متجهة نحو اسطنبول. في المقابل، أصدرت وزارة السياحة بيانا نفت فيه ما ورد على لسان عدد من المسافرين والنشطاء. و نوهت الوزارة بأن الوزيرة وفريقها كانوا موجودين في الطائرة قبل عشرين دقيقة من الإقلاع. واكدت الوزارة أن قائد الطائرة «تعمّد – بإستعمال مكبّر الصوت – التهجّم على وزارة السياحة والصناعات التقليدية متّهما إيّاها بتعطيل الرحلة.. ولم يكتف قائد الطائرة بهذا الحدّ، بل تعمّد الإساءة للوزارة ولأحد أفراد الوفد الرسمي، ممّا أجبر الوفد على مغادرة الطائرة». كما أصدرت الخطوط التونسية بيانا أيدت فيه الرواية التي ذكرتها وزارة السياحة حول وجود الوزيرة ومرافقيها على متن الطائرة. ولفتت التونيسار إلى أنه " على وجه الخطأ، تم إعلام قائد الطائرة الذي أعلن عبر مكبر الصوت عن تأخّر وصول الوزيرة، والحال أنّها كانت جالسة في مقعدها داخل الطائرة. وعلى إثر هذا اللّبس تفيد الخطوط التونسية أنه قد تم فتح تحقيق بهدف كشف ملابسات هذه الحادثة وأسباب وقوعها". إلا أن هذه الرواية لم تقنع نشطاء التواصل الاجتماعي، شككوا في صحة بيان المؤسستين. وفي خضم هذا الشأن، اعتبر المدير التنفيذي لمنظمة «أنا يقظ» مهاب القروي أن بيان وزارة السياحية مبهم وغير واضح. ومن جهته، قال مصطفى عبد الكبير رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان: "صحيح ثمة مشكلة في التاخير. المسؤول يجب أن يكون أول شخص يحترم المواعيد، وقائد الطائرة لديه كل الحق في ما فعل".