في تدوينة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ، اعتبر القيادي في حزب مشروع تونس الصحبي بن فرج أن نتائج الانتخابات البلدية بيّنت حدود الأحزاب السياسية الوسطية و قياداتها و هياكلها، تنظيما و تمويلا و تخطيطا و تعبئة مقابل انضباط حركة النهضة الذي يتمتع بقيادات تاريخية متمرسة على حدّ قوله. الصحبي بن فرج اعتبر أيضا في ذات التدوينة أنّ العائلة السياسية الوسطية و التقدمية فشلت بسب سياساتهاالرعوانية و انقلابها الحكومات و تبادل الاتهامات و رمي المسؤولية على بعضها البعض ما تتسبب ي نكسات متتالية ، على حدّ قوله . كما لفت إلى أنّ نتائج الانتخابات أثبتت أن الخطاب القائم على الضدية المطلقة الخالية من كل مضمون إقتصادي وإجتماعي لم تعد مجدية انتخابيا، ولم تعد تكتسي أي مصداقية شعبية. و كتب صحبي بن فرج ما يلي: "من أبجديات الديمقراطية أن يعترف الخاسر بهزيمته ويهنئ الفائزين ويسعى ويجتهد للفوز في المرات المقبلة(بعد أن يحلل أسباب الخسارة)، لذلك هنيئا لكل فائز ولكل فائزة برئاسة البلديات ، ولْنحاول أن نستخلص بعض أسباب ودروس الهزيمة التي لحقت بالعائلة السياسية الوسطية والتقدمية. اولا، الهزيمة السياسية في الانتخابات مسؤولية جماعية، يتحمّلها كل القيادات الحزبية التي شاركت في مشهد ما بعد أكتوبر 2014 من رئيس الجمهورية الى آخر نائب في المجلس مرورا بقيادات الاحزاب ولا أستثني أحدا، كلٌّ حسب دوره وموقعه ومساهمته في النكسة، وكل قدير وقدرو: أعطانا الشعب السلطة بوضوح وبشرعية الانتخابات فرفضناها بحجة "التوافق" ، وشكّلنا غالبا بطريقة رعوانية أربع حكومات نحن أول من ينقلب عليها ومنذ اليوم الأول، ونسينا وعودنا بإعادة بناء الدولة التونسية وانصرفنا الى خصوماتنا ومعاركنا ومهاتراتنا ونسينا أن الشعب سينتظرنا في المنعطف، وسيحاسبنا، وسيعاقبنا، إما بالمقاطعة وإما بالتجاهل وإما بالتصويت لغيرنا ثانيا، هذه النتائج بيّنت حدود الاحزاب السياسية الوسطية وقياداتها وهياكلها: تنظيما، وتمويلا، وتخطيطا، وتعبئة،وخطابًا، ومناورةً، وتحالفًا وحصيلةً، وتأطيرًا وإحاطة بستشاريها عوض تبادل الاتهامات ورمي المسؤولية على بعضنا البعض، علينا بالاعتراف واستخلاص الدرس واتخاذ القرار المناسب في مثل هذه النكسات ثالثا، نتائج الانتخابات أثبتت أن الخطاب القائم على الضدية المطلقة الخالية من كل مضمون إقتصادي وإجتماعي لم تعد مجدية انتخابيا، ولم تعد تكتسي أي مصداقية شعبية، والشعب شاهد على مسار كامل من التوافق المغشوش الذي تأسس على تنافق متبادل واهمٌ من يأمل في خوض الاستحقاقات القادمة عبر إعادة انتاج نفس معركة 2014، بنفس الخطاب، ونفس المنهجية ونفس الوجوه……لن نحصل الا على نكسة جديدة في 2019، ستكون قاصمة وستكون متجددة في قادم الأعوام رابعا، للأمانة الاحزاب الوسطية والتقدمية لا يمكنها منطقيا أن تتأسس، وتركز هياكلها وتخوض المعارك السياسية المتتالية وتشارك في الانتخابات وتنجح في امتحان الحكم…..كل ذلك وأكثر في سنوات قليلة وتواجه وتنافس وتفوز على حزب عقائدي منضبط له قياداته التاريخية المتمرسة ومصادر تمويله الثابتة..ما العمل إذا؟"