تعيش الساحة السياسية على صفيح ساخن في هذا الشهر المليء بالأحداث المهمّة انطلاقا من إجراء أوّل انتخابات بلدية بعد الثورة والجدل الذي رافق الحملة الانتخابية والنتائج التي أفرزت صعود مفاجئ للمستقلين إضافة إلى الحديث عن تغيير الحكومة مع وضع وثيقة قرطاج 2 في ظلّ النقاش الحاصل حول إمكانية لملة نداء تونس لشتاته وشقوقه. جريدة "الشاهد" التقت النائب بمجلس نواب الشعب والقيادي في حركة مشروع تونس الصحبي بن فرج للحديث حول نتائج الانتخابات البلدية وحصيلة حزب مشروع تونس إضافة إلى مبادرة لمّ شمل نداء تونس ومسألة تغيير الحكومة فكان الحوار التالي: كيف تقيمون نتائجكم في الانتخابات البلدية؟ أوّلا التقييم ينقسم إلى جزئين،التقييم الأوّل مرتبط بانتظاراتنا كالحزب حيث كنا ننتظر أن نكون بديلا حقيقيا لنداء تونس في المجال الوسطي والنتائج الحالية لا تحقق هذا الهدف. وأمّا الجزء الثاني وهو بالنظر إلى أننا حزب تأسس منذ سنتين ولم يشارك في جميع الدوائر الانتخابية إلا تقريبا في 70 دائرة وبالنظر إلى مشاركته في قائمات مستقلة وقائمات ائتلافية إضافة إلى قائمات حزبية، يعني في المناطق الذي شاركنا حققنا تقريبا من 7 إلى 8 في المائة من مقاعد المجالس الجهوية وبالنظر إلى قرارنا بالمشاركة ب3 أشكال، النتيجة التي ترسخ لدى الرأي العام هي نتيجة القائمات الحزبية وهذا خيارنا ونتحمل نتيجته واعتقد انه كان بالإمكان أن تكون نتائجنا افضل بكثير من هذا والتقييم جاري الآن في الحزب على مستوى الهياكل والقيادة والقرارات وفي ظرف أسبوع أو أسبوعين نكمل التقييم وخاصة نستخلص العبرة مما وقع كي نتقدّم للانتخابات القادمة بأكثر حظوظ مع شكر جميع الهياكل والقواعد الذين شاركوا بقطع النظر عن النتيجة. هل ستكون لكم تحالفات داخل المجالس البلدية؟ نحن كنا واضحين قلنا نمد أيدينا إلى بقية الطيف الوسطي التقدمي الذي نحن نشتغل فيه طالما ذلك في مصلحة العمل البلدي ونحن لن نكون عنصر معارضة آو تعطيل داخل المجالس البلدية ولكن الأولوية المطلقة تعطى للمرشحين المستقلين والقائمات الحزبية ذات التوجّه الحداثي التقدمي. بماذا تفسّر صعود المستقلّين بشكل لافت في هذه الانتخابات؟ لأنّ لشعب لم تعد له ثقة في الأحزاب التي بدورها خسرت مصداقيتها وهذا قلته من قبل لأن الشعب يعتبر أن التوافق الذي حدث في 2015 توافق ذكاء ودهاء سياسي وخبث وتخطيط وتكتيك وهو في حقيقة الأمر هو إهدار لدمّ الديمقراطية لأنّ الحزبين الكبيرين، الأول يقول على الثاني إرهابي والثاني يقول على الأول فاسد وبعد أسبوعين من الحملة الانتخابية نجدهما في نفس الحكومة يعني أن الحزبين كذبا عن الناخبين وعلى الرأي العام لذلك المواطن عاقب الأحزاب والحزبان الأوّلان يمثلان 80 في المائة من الناخبين وهو ما جعل المواطن يعزف عن الانتخابات البلدية ونحن الآن نجني الكذب والزور والانقلاب على الخطاب الديمقراطي بداعي الواقعية، والشعب هذه المرة عاقب الجميع وأعطى أصواته للمستقلين وللأسف نحن كأحزاب لا علاقة لنا بأحزاب الحكم ولكن الشعب وضع كل الأحزاب في سلّة واحدة. هنالك من اعتبر أن التستّر داخل قائمات مستقلّة وهي حزبية أو مدعومة حزبيا نوع من الغشّ للناخب،ما تعليقك؟ الذي دعم قائمات مستقلّة أو دخل في قائمات مستقلّة هذا ليس غشّ، ولكن الذي أسس قائمات حزبية بغطاء مستقل دون أن يعلم الناس هذا يسمى غشّ ولكن نحن في الحزب قلنا منذ البداية سنشارك في قائمات حزبية وقالنا هنالك قائمات مستقلة تمثلنا ونمثلها هذا خيار وليس غشّ وهذا كان يقوم على الصراحة، فقط هنالك حركة نداء تونس كانت طيلة الحملة الانتخابية تقول عن هذه القائمات سيئة ثم يصرحون أن لديهم 100 قائمة مستقلة يعوّلون عليها في الانتخابات القادمة، ولكن نحن نتساءل لماذا القائمات المستقلة تجد القبول أكثر من القائمات الحزبية؟ لانّ التيار الشعبي الآن مع الاستقلالية عن الأحزاب التي لم تعد تحظى بثقة المواطن. ما تعليقكم عن الحاصل حول رئاسة بلدية تونس؟ ليس لنا أي دخل سوى كانت امرأة أو رجل وهذه توازنات سياسية وحشر قضية النسوية في هذه المسألة لا معنى له وهذه قضية سياسية وسعاد عبد الرحيم لها الحق أن تكون رئيسة بلدية تونس وهذا يعود للتوازنات السياسية داخل المجلس البلدي المنتخب ولا علاقة لكونها امرأة أو سيدة بالموضوع. هل يمكن التحالف مع النهضة في المجالس البلدية؟ أوّلا المجالس البلدية هي مجالس غير سياسية وهي خدمة الناس ونحن قلنا أن خلافاتنا السياسية لا يجب أن ننقلها بالعدوى إلى المجالس البلدية فبالتالي موضوع نهضة أو غيرها لا يمكن تطبيقه على المجالس البلدية في العموم والمطلق نحن نعتقد أن التوافق شيء كارثي لأنه أنتج أزمة اقتصادية وسياسية واجتماعية حادة فلا مجلس قادر على تمرير القوانين ولا رئيس دولة قادر على الحسم في مسألة رئاسة الحكومة والمؤسسات واقفة والأمور الاجتماعية متردية وإذا التوافق بلغ المجالس البلدية فالأمور ستتعكّر أكثر فلذلك لنبعد السياسة عن البلديات واعتقد أن هنالك عائلات سياسية كانت تشتغل مع بعضها وطبعا في الحالات القسوة يمكن يحصل التقاء بين العائلة الديمقراطية والعائلة المحافظة ولكن في الحالات القسوة وليس هي القاعدة. ولكن رئيس الحزب السيد محسن مرزوق قال في المستقبل التحالف لن يكون على أساس مع أو ضدّ النهضة بل على المشاريع؟ رئيس الحزب يتحدث عن السياسة وليس على المجالس البلدية ويقصد من هنا إلى 2019، النقاش لن يكون بمعنى نهضة أو غير نهضة ليس معناه أنه لم يعد يعنينا ولكن الموضوع هذا كان من 2012 حتى 2016 والآن النقاش يجب أن يكون حول القضايا الاقتصادية ومحاربة الفساد والرشوة وضعف القدرة الشرائية والتشغيل،هذه المواضيع الكبرى. وفي الحملة الانتخابية الأخيرة لحظنا عودة خطاب ما قبل 2015؟ حركة نداء تونس أعادت هذا الخطاب ونحن لم نتخلّ عن هذا الخطاب ونداء تونس يقول إن لديه مشروع وطني ومشروع النهضة هو معادي للمشروع الوطني وهذا كلام خطير عندما يقوله المدير التنفيذي لنداء تونس وهو متحالف مع النهضة. نحن خطّنا واضح منذ البداية قلنا من المفروض العائلة السياسية تحكم بمفردها والعائلة السياسية المناقضة لها تعارض وهذا لم يحدث وهذه هي النتيجة. في الفترة الأخيرة هنالك حديث عن لملمة "شقوق" نداء تونس ومبادرة أطلقها المدير التنفيذي بالحزب،هل تم الاتصال بكم؟ كل هذا تصريحات إعلامية وليس هنالك أي مبادرة رسمية وهذا كلام "فايس بوك" وصفحات جرائد وإلى حدّ الآن ليس هنالك أي مبادرة جدّية أو أي تصريح رسمي في هذا الموضوع وهنالك تلميحات من عدّة أطراف في نداء تونس يشتغلون على الموضوع بصدق وجدّية لأنهم مؤمنين بهذ،ا وموضوع لم الشمل تبسيط للمسألة وكأن الذين غادروا الحزب غادروه لأمور بدائية فبالتالي العودة لا تحل الموضوع بل هنالك خلافات عميقة للقيادة الحالية لنداء. والقيادة الحالية لم نعد نعرفها لم تعد تشبه لما تعودنا عليه حينما أسسنا نداء تونس وإذا فكرنا في تجميع عائلة نداء تونس يجب أن يكون النقاش أعمق من هذا ولماذا يتم حصر المسألة في العودة؟ هنالك إشكاليات كبرى مع أحزاب لم تعدّ شخصيات بل أصبحت أحزابا لها استقلاليتها ووجودها ونوابها وقياداتها وهذا ما قاله السيد محسن مرزوق هنالك أشكال أخرى من التحالف والتعاون وليس بالضرورة العودة للحزب الأم. نتائج الانتخابات البلديات تشج الأحزاب للعودة للنداء؟ هو المفروض أن يقف الكل وقفة تأمّل لأنّه من الواضح أنه لا أحد يمكن له أن يتقدّم بمفرده لا نداء ولا غيره باستثناء حركة النهضة لها أجهزتها، والمفروض انه كل من ينتمي للعائلة الوسطية الواسعة عليه أن يقف وقفة تأمّل وان يتقدّم لانتخابات 2019 بحدّ أدنى من التوحيد وهذا ممكن وليس هنالك طريق واحد لذلك على الأشخاص التي لها علاقات واسعة مع الجميع أن تحاول لمّ أكثر ما يمكن من العائلة الوسطية للذهاب لانتخابات 2019 بديناميكية موحّدة. هل فشلت الجبهات التي أسسها حزب مشروع تونس؟ نحن شاركنا في تأسيس جبهتين فقط،جبهة الإنقاذ والاتحاد المدني والمشكل أن تأسيس الجبهات لم يأخذ الحيّز الزمني المطلوب ولم يأخذ البعد الواقعي للجبهة لأنه عند تأسيس تحالف يجب أن تأخذ في الاعتبار الأهداف والإسترتيجية على المدى القصير والمتوسّط والبعيد ومشروع تونس لم يؤسس جبهات وإنّما كان طرفا وفشل هذه الجبهات أو نجاحها لا يسجّل للحزب فقط. ويمكن أن ننتقد التجربة ككل المشاركين فيها فالإعداد لهذه التحالفات لم يكن جيّدا ولم يأخذ الحيّز الزمني اللازم وكان هنالك اصطدام بمسألة الأنا وكل الأحزاب تأكّد أن لها عمق شعبي وقواعد وتاريخ ولكن في المستقبل يجب أن يتواضع الجميع ونعرف حجمنا الحقيقي ونعتقد أنه بالرغم أن حجم كل حزب بمفرده ربما متواضع ولكن لكنا حجمنا كبير والناس تنتظر في الاجتماع حول قيادة موسعة وتنتظر برنامج اقتصادي واجتماعي يكون متطور ومقنع وواقعي ويرجع للتونسي إيمانه بالديمقراطية وببلاده وبالمستقبل. وما هو موقف حركة مشروع تونس من تغيير الحكومة الآن؟ نحن لنا موقف وأعلنا عنه منذ 4 أو 5 أشهر ولكن للأسف الكل اقتنع بهذا متأخرين، يمكن نحن على خطأ لأننا نستبق الأحداث في الحزب ولدينا نظرة استشرافية والرأي العام والطيف السياسي لم يقدر أن يفهم التشخيصات التي نقوم بها قبل وقتها. نحن قلنا منذ جانفي أن الوضع الاقتصادي متردي ونحن على ثورة بركان والعمل الحكومي ضعيف وهنالك مشكلة في الحوكمة لان الأشخاص التي تم ترشيحهم للمناصب الوزارية لم يكن أغلبهم في مستوى المسؤولية وتم تعيينهم على أساس الترضية والمحاصصة الحزبية المتوحشة فالمنظومة الحكومية غير قادرة على العمل في أريحية واليوم نرى أن اتحاد الشغل واتحاد الأعراف ورئيس الجمهورية يقولون نفس التقييم والغريب أن حزب نداء يقول في نفس الكلام ولو تم اتخاذ القرار في جانفي وتم تغيير الحكومة والإبقاء على يوسف الشاهد على رأسها كان الوضع سيكون أفضل ولكن الآن لا اعرف، المسؤولية مسؤولية منظومة الحكم. هل دعيتم لوثيقة قرطاج2؟ نحن خرجنا من وثيقة قرطاج 1 وبالتالي لسنا معنيين بقرطاج 2 ونحن نرى أن مسار قرطاج تكلّس وأصبح مسارا بروتوكوليا ولا جدوى من وراءه ونحن لما غادرنا قرطاج 1 أكّدنا على ضرورة إصلاح المسار السياسي في البلاد وتشكيل حكومة كفاءات. ماهي أولويات الحكومة القادمة في رأيكم؟ ليس هنالك عاقل في تونس لا يعرف الأولويات في تونس ولا تسحق اجتماعات ب3 أشهر وهم يفكرون في أولويات،هذا الضحك على الذقون، الأولويات واضحة متمثلة في الإصلاحات الكبرى في التعليم والصحة والبنية التحتية المهترئة والاقتصاد والمالية العمومية وهذه أولويات واضحة. هنالك من يقول إن حزب المشروع قفز من السفينة بالانسحاب من وثيقة قرطاج1،ما تعليقكم عن ذلك؟ السفينة ستغرق حتى لو بقي المشروع فيها ونحن لما كنا في وثيقة قرطاج كان مطلوب منا أن نساند الحكومة ونصوّت مع مشاريعها ولا نقوم بتصريحات نارية ضدها وأن نكون دائما إيجابيون ولكن لا نملك صفة أخذ القرار و ولا يتم استشارتنا في التعيينات المعتمدين ولا الولاة ولا المدراء العاملين، ثم يتم تعيين أشخاص مستقلين نكتشف فيما بعد أنهم انضموا لأحزاب معيّنة. بالنسبة لحركة مشروع تونس ما الجديد على مستوى الحزب؟ الآن نحن بصدد تقييم الحزب منذ التأسيس يعني منذ مؤتمر 24 جويلية 2016 إلى اليوم وخلال أسابيع قليلة سيقع تقييم كامل العمل الحزبي والجهاز الإداري ومختلف الهياكل الجهوية والوطنية وقبل نهاية شهر رمضان يصدر التقييم وبناء عليه سيقع اتخاذ الإجراءات اللازمة على مستوى الإدارة وعلى مستوى اتخاذ القرار في الحزب وعلى مستوى التنظيم الهرمي في الحزب. هل مشروع تونس معني بالانتخابات الرئاسية؟ نعم نحن معنيون بالانتخابات الرئاسية وسيكون لنا مرشّح. هل تدراستم ذلك في هياكل الحزب وهل يمكن أن يكون محسن مرزوق مرشّح الحزب للانتخابات الرئاسية؟ من الممكن أن يكون محسن مرزوق رئيس الجمهورية، طبعا سيكون مرشّحنا للانتخابات الرئاسية لم نحسم في ذلك قطعا ولكن سيكون مرشّح الحزب.