الحديث عن وضع الحزب الحاكم وما بات يطوّقه من عدم استقرار و فوران صلب بيته الدّاخلي، أضحى من أبرز المواضيع التي تتصدر الواجهة، سيّما وأن ماشهده الحزب من ارتجاج ألقى بظلاله على الوضع العام للبلاد، و تحول من شأن حزبي داخلي إلى شأن وطني. عدم الاستقرار الذي يعيشه الحزب، والتي لا تعدّ بالمسألة المستجدّة طالما أنه يعيش حالة انشقاق و تفرّع منذ منتصف عام 2015، أسال الكثير من الحبر ولا يزال ، لا سيّما وأنه لم يعد يفصلنا عن المعركة الانتخابية التشريعية ل2019 سوى سنة ونيف. ويبدو أن هناك بوادر فرقعة جديدة صلب النداء بدأت تلوح في الأفق، إذ وقع تداول وثيقة جديدة تخص كواليس الحزب، وتوجهت بعد ان تحولت الى طلب رسمي الى مديره التنفيذي حافظ قائد السبسي تضمنت دعوة لعقد الهيئة السياسية الهيكل المعطل منذ أشهر والذي لم يجتمع البتة رغم التطورات العديدة التي عرفها الحزب بعد الانتخابات البلدية الأخيرة وداخل كتلته البرلمانية المنقسمة بين مُدافعين عن بقاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد والدافعين لتغييره. وتتضمن الوثيقة التي وقع تداولها السبت 7 جويلية 2018 دعوة لانعقاد الهيكل المذكور استنادا للفصل 26 من النظام الداخلي للحزب كما نصصت على ان الاجتماع المُرتقب سيُخصص للنظر في الوضع العام بالبلاد وصلب الحركة . وتضم قائمة الموقعين على الدعوة : سفيان طوبال وخنساء بن حراث ووفاء مخلوف ومحمد بنصوف وقاسم مخلوف ومحمد رمزي خميس واحمد البرقاوي وانس الحطاب والطيب المدني وزهرة ادريس والمنصف السلامي واكرام مولاهي وعبد الرؤوف الخماسي . ويرى متابعو الشأن السياسي أن هذه العريضة جاءت هذه العريضة كرد على إعداد حافظ قائد السبسي للانخراط في جبهة تضم أحزاب محسن مرزوق ورضا بلحاج والطاهر بن حسين وربما افاق تونس وحزب الاتحاد الوطني الحر . وكانت قيادات من الحزب قد اتهمت نجل الرئيس بتعطيل اجتماعات الهيئة السياسية ، ونُذكر في هذا السياق بان اجتماعات الهيئة المذكورة لا تنعقد الا بدعوة من المدير التنفيذي او بعد طلب مُوقع من قببل ثلثي اعضائها ، وحسب الوثيقة فان الشرط الثاني متوفر باعتبار ان 13 قيادي يمثلون ثلثي اعضاء الهيئة التي أصبحت تضم 21 عضوا فقط.