فازت الجبهة الشعبية برئاسة 8 بلديات من أصل 350 بلدية بعد أن حقت نتائج "دون المأمول" في الانتخابات البلدية الأولى بعد الثورة وذلك بشهادة قيادتها التي كانت تطمح لضعف ذلك على الأقل بعد دخولها في غمار المنافسة في 119 بلدية. وبترأسها ل8 بلديات تدخل الجبهة الشعبية في مرحلة سياسية جديدة ينقلها من المعارضة خلال فترتي "الترويكا" و"التوافق" إلى سلطة محلية جزئية من خلال البلديات التي تحصلت على رأستها. وستجد نفسها الجبهة الشعبية على محكّ السلطة، بعد أن خيّرت طيلة الفترة الفارطة البقاء على الربوة ومعارضة الخيارات الحكومة دون الموافقة على دخول أي حكومة منتقدة كل الخيارات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وبحسب تصريحات لقياديين فإنّ الجبهة تسعى إلى تحقيق نجاحات محلية في هذه البلديات تهدف إلى خلق نموذج في العمل البلدي يكسر مع الصورة النمطية بما يساعد على النجاح الوطني رغم صعوبة المهمة نظرا لقلّة موارد البلديات التي تترأسها فضلا عن ضعف مواردها المالية. وعبّر قياديو الجبهة في كثير من الحالات عن استعدادهم لمسك السلطة وخاصة زعيم الجبهة حمة الهمامي الذي ما فتئ يؤكّد على استعداد الجبهة لمسك الحكم وأنّ حزبه سيكون البديل الجيّد لمنطومة الحكم الحالية. من جانبه،قال الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي والقيادي في الجبهة الشعبية محسن النابتي إن هدف الجبهة الشعبية في البلديات التي ترأستهم هو كسر الصورة النمطية للمسؤول من خلال الاقتراب من المواطن ومشاغله. وأضاف النابتي في تصريح للشاهد أن الجبهة تحصّلت على رئاسة 8 بلديات وانّها تسعى لوضع نموذج جديد يسمح لها بنيل ثقة المواطن على المستوى الوطني مؤكّدا ان ضرورة خلق نقلة نوعية في العمل البلدي خاصة ان هنالك عديد الخدمات لا تتطلّب إمكانيات وغنّما تطلّب انضباط ومسؤولية في خدمة المواطن. وأكّد النابتي أن النموذج التي تريد الجبهة إرساؤه يتعلّق في القرب من المواطن وتيسير شؤونه مبيّنا أن النجاح على المستوى المحلّي هو نجاح على المستوى المركزي وهذا ما تطمح له الجبهة الشعبية. وقد بيّن النابتي أن "الجبهة الشعبية تدخل مرحلة جديدة متعلقة بالانتقال من ممارسة المعارضة إلى ممارسة السلطة في البلديات مؤكّد "أن الجبهة أظهرت كفاءة محترمة في المعارضة، وهي فرصة للنجاح ّأمام الشعب لان النجاح في السلطة المحلية يؤهّل للنجاح على المستوى الوطني". وأكّد النابتي أن "الجبهة الشعبية تسعى لتنفّذ النموذج التي كانت دائما تتحدث عنه لان الشعب لا يريد فقط تنظير بل يريد ترجمة ذلك على أرض الواقع يكون هنالك نموذج مواطني رائد على مستوى نظافة المنطقة ونظافة اليد ومحاربة الفساد والرشوة ما يعطي مؤشّر إيجابي على الحزب السياسي". وفي ما يخصّ الضعف المادي للبلديات التي تحصلت عنها الجبهة الشعبية،بيّن النابتي أنّ "هذه البلديات تعاني من مشاكل كبرى خاصة مشكلة البنية التحتية بعد أن أصبحت الأرياف تابعة للمناطق البلدية وهذا ما يجعل هنالك عدة مشاكل مثل مدّ الطرقات وربط هذه المناطق بالكهرباء والماء وبالتالي البلديات الصغرى تعاني من إشكاليات عميقة وهذا ما يجعل النجاح في هذه البلديات شبه معجزة خاصة أن الجبهة ترأست بلديات فيها طابع ريفي ومساحات شاسعة. من جانبه قال القيادي في الجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي في تصريح لإذاعة شمس أف أم أن "الجبهة الشعبية لم تبرز مشروعا متكاملا يجذب الناخب بل ظلت في حالة دفاعية وانتقاد للمنظومة الحاكمة اضافة الى أنها لم تتقدم بقائمات في جميع الدوائر البلدية". وأعرب الهمامي عن قلقه من "إعادة التصويت للأحزاب الحاكمة بعد تجربة دامت 8 سنوات من الائتلافات" معتبرا أن "المخزون الانتخابي للأحزاب كان الحاسم في الانتخابات البلدية". تصدر الإشارة إلى أن عضو المجلس المركزي للجبهة الشعبية زهير حمدي قال إنّ الجبهة ليست راضية عن النتائج التي سجلتها في الانتخابات البلدية، وكان بإمكانها تحقيق نتائج أفضل، لكنها لم تتمكن من ذلك جرّاء عدّة أخطاء تتطلب التقييم والمراجعة منها الإكتفاء بالمشاركة في 120 دائرة إنتخابية، رغم انّه كان بإمكانها تعزيز مشاركتها في 250 أو 300 دائرة، فضلا عن ضبط قائماتها دون الانفتاح على المستقلين.