قال عضو المجلس المركزي بالجبهة الشعبية محسن النابتي ،إنَّ تصريحات النائب والقيادي بحزب "الوطد" منجي الرحوي الأخيرة تهدف أساسا لزرع أزمة داخلية بالجبهة الشعبية في وقت أصبحت فيه مواقفها المعارضة لبعض السياسات "تقلق أطرافا" داخلية وخارجية حسب تعبيره . وتحدث القيادي في حزب التيار الشعبي عن ندوة "إستثنائية" ستعقد قريبا (آخر هذه السنة) لمناقشة توجهات الجبهة ،ومجلس مركزي للنظر في تصريحات الرحوي. وأكد النابتي أن المواقف التي عبر عنها منجي الرحوي ركزت في أساسها على "الهوامش" دون الخوض بكل جدية عن المضمون السياسي الذي تنتهجه الجبهة في تحديد توجهاتها الوطنية . كما شدد على أن الجبهة الشعبية "لا تُكره" على المشاركة في اي حكومة من قبل أشخاص بل يتم الالتزام بالموقف الاغلبي والرسمي الصادر عن الجبهة . وأوضح محسن النابتي أن تباين المواقف داخل هياكل الجبهة الشعبية كان منذ أواخر "جبهة الانقاذ" (2013) ،حيث دعا حزب التيار الشعبي أنذاك إلى الانسحاب من الجبهة على اثر تشكيل حكومة المهدي جمعة . واشار القيادي بالجبهة الشعبية الى وجود خلاف آخر بخصوص الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الاخيرة (2014) حيث عبرت أحزاب على غرار التيار الشعبي عن موقفها ب"المقاطعة "بينما دعت قيادات اخرى من بينها منجي الرحوي لمساندة الباجي قائد السبسي . في السياق نفسه كشف النابتي عن إختلاف في المواقف بخصوص المشاركة في تشكيل حكومة الحبيب الصيد وأخيرا حكومة الوحدة الوطنية برئاسة يوسف الشاهد التي دعا منجي الرحوي في تصريحاته الاخيرة الجبهة الشعبية للمشاركة فيها . وقال محسن النابتي في معرض حديثه عن خلفية هذه التصريحات وإختيار توقيتها الذي تزامن مع مؤتمر حزب "الوطد" ،إن هذه التصريحات تهدف لزعزعة الاستقرار والانسجام داخل الجبهة . وعبر في سياق تعليقه على تصريحات منجي الرحوي ،"أنه تمنى أن تكون تصريحات الرحوي داخل هياكل الجبهة الشعبية " مُطالبًا إياهُ بمراجعة مواقفه " بخصوص توجهات الجبهة ومواقفها الأخيرة . وكان القيادي بالجبهة الشعبية منجي الرحوي قد صرح الخميس 8 سبتمبر 2016 أنّ قيادات الجبهة مطالبون بتنمية رصيدهم لأنّ لا وجود لسياسي منغلق يرفض النقاشات يستطيع النجاح. واعتبر أنّ مشاركته في دواليب الدّولة سمح له بمعرفة مجريات الأمور مشيرا إلى أن "ما أصبح يعرفه بفضل النقاشات التي شارك فيها لا يعلمه أيّ كان من الجبهة"، متابعا أنّها تجارب ستساعده في حياته السياسيّة وستسمح له بخوض تجارب جديدة على حدّ تعبيره.