لا حديث هذه الأيام إلا عن وضع الحزب الحاكم وما بات يطوّقه من عدم استقرار و اضطراب صلب بيته الدّاخلي، وأضحى من أبرز المواضيع التي تتصدر الواجهة، سيّما وأن ماشهده الحزب من ارتجاج ألقى بظلاله على الوضع العام للبلاد، و تحول من شأن حزبي داخلي إلى شأن وطني. أزمة نداء تونس، التي تحولت في وقت وجيز إلى قضية رأي عام نظرا لتأثيرها المباشر على سير عمل الحكومة، باتت تنذر على انهيار وشيك للحزب، وهو ما يعد ضربة قاصمة له لاسيما وأن موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية على الأبواب وأي لنقسام جديد في هيكل الحزب من شأنه أن يحدد نتائج الانتخابات القادمة من الآن. وحزّ في نفس رئيس الجمهورية والرئيس المؤسس للحزب الباجي قائد السبسي أن يشهد انهيار كيانه ، فسارع إلى الدخول على الخط في خطوة للملمة شتات الحزب وانتشاله من عنق الزجاجة قبل أن يفوت الأوان. ومن المرتقب أن يستقبل السبسي اليوم الثلاثاء عددا من نواب كتلة نداء تونس بقصر قرطاج. وقد أفاد النائب عن كتلة نداء تونس المنجي الحرباوي، في هذا الصدد، ان لقاء سيجمع ظهر اليوم الثلاثاء رئيس الجمهورية بنواب حركته بمجلس نواب الشعب بقصر قرطاج لاستيضاح بعض المسائل المتعلقة بالازمة السياسية التي تشهدها البلاد . وبين الحرباوي ان هذا اللقاء الذي برمج بطلب من الكتلة النيابية للحزب سيتم التطرق خلاله الى الوضع العام في البلاد على المستوى السياسي و الاقتصادي والحلول المطروحة للخروج من الازمة الراهنة بهدف تحديد موقف موحد للكتلة من هذه المسائل . واشار النائب ان لدى اعضاء كتلته اراء ومواقف مختلفة حول الحكومة وبقاء رئيس الحكومة او رحيله، مبينا ان بعض اعضاء الكتلة منحازون الى الشاهد ويطالبون باجراء تحوير وزاري فقط ووفق الحرباوي فان اللقاء المبرمج مع رئيس الجمهورية ياتي في ظرف يتم فيه التشويش على الموقف السياسي لرئيس الجمهورية خاصة بعد حواره التلفزي الاخير، كما ان رئيس الدولة له الشرعية الانتخابية وهو مرجعية الحزب باعتباره مؤسس الحركة وبيده البوصلة السياسية والتوجهات العامة . و لئن أكد الحرباوي انه لن يتم طرح المسائل الداخلية لحزب نداء تونس مع رئيس الجمهورية خلال اللقاء الذي سيجمعهم، إلا أن متابعي الشأن السياسي أعربوا عن يقينهم بأن الدافع الأبرز من هذا اللقاء يتمحور حول الوضع الداخلي الحزب، لاسيما وأن كتلة نداء تونس تعد مثالا مصغرا عما يحدث في الحزب ككل، باعتبارها مشطورة إلى قسمين : قسم مساند للمدير التنفيذي للحزب حافظ قايد السبسي وقسم محسوب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد.