في ضل تفاقم الازمة السياسية التي يشهدها الحزب الحاكم من انقسامات داخلية وتوتر الاوضاع بين المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي والهيئة السياسية التي تظم ابرز نواب النداء واضافة الى القطيعة بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد والسبسي الابن والتي شكلت ازمة سياسية حادة في البلاد فمن المنتظر أن يعقد رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي لقاء مع أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب نداء تونس الثلاثاء 24 جويلية 2018،وسيتمحور اللقاء حول الوضع السياسي بالبلاد وضعية حركة نداء تونس ووفق تصريحات لعدد من المدعوين لاجتماع السبسي فإن الدعوة جاءت تلبية لطلب بعض من المؤسسين والمنتمين لنداء لرئيس الجمهورية من اجل التدخل وحل ازمة الحزب التي اصبحت عبئا حقيقيا على البلاد ويرى متابعو الشأن السياسي أنّ رئيس الجمهورية يجب ان يبقى على معزل من كل هذه التجاذبات وان لا يتدخل في الازمة الداخلية لحزب نداء تونس بما انه رئيس كل التونسيين ولكل الاحزاب السياسية وفي هذا الاطار وصف المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي، في تصريح ل"الشاهد" اللقاء الذي سيجمع رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي بعدد من نواب نداء تونس يوم غدا بالخطوة الخاطئة باعتبار أنه "ليس من مشمولات رئيس الدولة التدخل في الخلافات الداخلية للأحزاب وعليه أن يبقى على نفس المسافات مع كل الأحزاب". واضاف الحناشي يوم الاثنين 23 جويلية 2018، قائلا:" يمكن ان نجد تبريرا لهذا الاجتماع بما ان رئيس الجمهورية هو الشخص المؤسس للحزب لكن لا يجب ان يجتمع بهم في القصر الرئاسي لانه على ملك كل التونسيين والاجدر ان يجتمع بهم في منزله الخاص ما دام الاجتماع يخص حزبه السابق". وتابع محدث الشاهد ان دعوة رئيس الجمهورية للاجتماع بنواب النداء لن يغير كثيرا في الازمة السياسية او ستمثل حلا ظرفي لتسيير الامور قبل انتخابات 2019 مضيفا انها لن تدوم طويلا لغياب الانسجام الاجتماعي والفكري على تركيبة النداء حسب تعبيره. ويعتبر هذا الاجتماع الثاني الذي دعا له رئيس الجمهورية منذ استفحال ازمة الانشقاقات في حزب نداء تونس حرصا منه على تماسك وبقاء الحزب بما انه رئيس شرفي للحزب الذي اسسه بمعية ثلة من انصاره اختلفت الاراء والمواقف حول شرعية الدعوة التي وجها الرئيس الى نواب حزبه السابق بين الرافض والمستنكر لكن هنالك مواقف داعمة تدخل السبسي من اجل التخلص من الازمة السياسية الحاصلة في البلاد وشريطة ايجاد حل للازمة ومن هذه الناحية ساند المحلل السياسي عبد الله العبيدي دعوة رئيس الجمهورية قائلا: يحق لرئيس الجمهورية الاجتماع بنواب النداء وانا مع هذا اللقاء اذ افرز حلا للازمة السياسية" وافاد العبيدي الاثنين 23 جويلية في تصريح ل"الشاهد" بخصوص اللقاء الذي سيجمع رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي بعدد من نواب نداء تونس يوم غد الثلاثاء بقصر قرطاج انه يحق لرئيس الجمهورية دعوة نواب النداء مضيفا انهم جزء من الحكم واستشهد محدث "الشاهد"، بالتجربة الفرنسية حيث ان "فرانسوا ميتيرون" كان يجتمع مع نواب حزبه وهو رئيسا لفرنسا انذاك، مشيرا الى انه كان من الافضل للسبسي ان يجتمع مع نواب النداء في منزله الخاص وتابع قائلا :" النائب فور انتخابه يصبح نائبا لكل الشعب ولا يجب ان يفرق بين جهة واخرى وهو طرف اساسي في الحكم ومن حق رئيس الجمهورية لقائه" واعتبر العبيدي ان الامور بعواقبها مؤكدا انه مع هذا الاجتماع اذا افرز حلا للازمة السياسية الحالية مؤكدا على ضرورة الخروج من الازمة ورغم سوء اخراج اللقاء المزمع عقده بين رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ونواب النداء فإن الاستقرار السياسي يتطلب الوصول الى حل خلال الاجتماع.