في ظل البحث عن حلول للازمة الاقتصادية الراهنة ومحاولة تهدئة الأوضاع الأمنية لإعطاء صورة جديدة على تونس لتتمكن من استعادة مكانتها السياحية ومع وجود مؤشرات إيجابية تنبئ بموسم سياحي ناجح: تنفذ الجامعة العامة للنقل اضراب عام بالمطارات يومي 1و2 اوت القادم. كاتب عام الجامعة العامة للنقل التابعة لاتحاد الشغل منصف بن رمضان أفاد أنّه تقرّر تنفيذ إضراب عام يومي غرة و2 أوت 2018 بكافة مطارات البلاد التابعة للديوان الوطني للمطارات بدعوة من الجامعة العامة للنقل. واضاف بن رمضان في تصريح ل"الشاهد" أنّ هذا الإضراب يأتي على خلفيّة عدم تنفيذ سلطة الإشراف للاتفاقات التي تم التوصل إليه بعد اجتماع 18 فيفري الماضي بوزارة النقل، خاصة المتعلقة بتحيين المنح التي لن تؤثر على التوازنات المالية للمؤسسة، حسب تعبيره. واكد محدث "الشاهد" على استعدادهم لمزيد من الحوار مع وزارة النقل والسلطات المعنية من اجل التوصل الى حلول من اجل الغاء الاضراب المقرر مشيرا الى وجود مساعي لعقد جلسة يوم الاثنين او الثلاثاء القادم مع سلطة الاشراف لحل الازمة وعلق بن رمضان حول تأثير الاضراب على الموسم السياحي قائلا:"على الوزارة تحمل المسؤولية والايفاء بالوعود المتفق عليها في محضر جلسة" ويرى محللون أن هذا الإضراب من شأنه تدمير الموسم السياحي لأنه استهدف اهم مفاصله محملين الاتحاد العام التونسي للشغل المسؤولية في تعطيل النمو الاقتصادي والتخلص من الأزمة الحادة ويشن نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي حملة مضادة للنقابات التي تنوي الإضراب، معتبرين هذا الإجراء "إجراما" في حق المواطنين والاقتصاد وسياحة البلد. حيث عبر الصحفي ورئيس تحرير جريدة الشارع المغاربي في صفحته الشخصية على "الفايسبوك" على استنكاره الإضراب المزمع عقده متهما الاتحاد العام التونسي للشغل عدم مراعاته للمصلحة الوطنية. وكتب زيود التدوينة التالية :" حين يتحوّل الإضراب الشرعي إلى جريمة نكراء!!! إعلان الجامعة العامّة للنقل التابعة للاتّحاد العام التونسي للشغل عن شنّ إضراب عن العمل في كافة المطارات التونسية يومي 1 و2 أوت 2018، أي في قلب الموسم السياحي وتزامنا مع ترحال المهاجرين التونسيين، يُعدّ تهديدًا صادمًا ومُعيبًا جدّا وتنكّرا لنضالات اتّحاد الشغل ووطنيّة زعمائه التاريخيين، بصرف النظر عن شرعيّة المطالب النقابيّة ومدى إخلال السلطة في الالتزام بتعهّداتها. أمّا في حال نُفّذ الإضراب فعلا فإنّ التهديد والضغط سيتحوّل إلى ارتكاب "جريمة" نكراء بكلّ المقاييس في حقّ البلاد ومصالحها العليا، جريمة شعارها: "أحقّق مصالحي وإنْ سقطت الدولة" أو "أنا ومن بعدي الطوفان". وتعد شبكة الموانئ الجوية (8 مطارات مدنية)، التي تمتد من شمال البلاد إلى جنوبها، فيما ينحصر الجزء الأكبر من الحركة الجويّة في ثلاثة مطارات تقريباً وهي مطار تونسقرطاج الدولي، والنفيضة في الساحل، وجربة في الجنوب الشرقي، وتكتفي مطارات أخرى ببعض الرحلات الموسمية أو سفر الحجيج. ومنذ عام 2007، دخلت تونس في مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول فتح السماوات، غير أن هذا القرار تأجل لسنوات عدة حماية للقدرة التنافسية لشركة الخطوط الجوية التونسية، التي لم تكتسب بعد الصلابة الكافية التي تمكنها من الدخول في منافسة مع شركات طيران جوية تعتمد سياسة السعر الأدنى