الحديث عن "الحزب الحاكم" وما يطوّقه من مشاكل على صعيد داخلي وخارجي بات من أبرز المواضيع التي تتصدّر الساحة السياسية ، لاسيّما وأن جلّ المؤشرات تصبّ في إناء توجّه الحزب إلى الانهيار في ظلّ غياب خطّة طريق له وقيادة فعليّة توجّهه. وتكثر الانتقادات الموجّهة للمدير التنفيذي لحركة نداء تونس ونجل الرئيس المؤسس له، حافظ قائد السبسي، و توجّه إليه أصابع الاتّهام بدرجة أولى باعتبار أنه المتسبّب الرئيسي في الحالة التي أضحى عليها الحزب من شتات وفقدان بوصلة بسبب تفرّده في اتخاذ القرارات ودكتاتوريته في التعامل مع جلّ القضايا والمواقف التي تخصّ الحزب والبلاد على حدّ سواء ، والحال أنّ الصلاحيات التي كسبها حافظ قائد السبسي من قد انتهت منذ 2016 ، على حدّ اعتبار النائب عن نداء تونس المنصف السلامي. وقال السلامي، في حوار مع صحيفة المغرب في عددها الصادر الخميس 2 أوت 2018، إنّ كل الصلاحيات التي منحها مؤتمر سوسة للمدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي زالت منذ جوان 2016 . وأوضح السلامي أن مؤتمر سوسة منح للادارة التنفيذية صلاحيات تنتهي بموفى جوان 2016 الموعد المحدد لعقد مؤتمر الحزب الاول وأن ذلك يعني انه لم يعد هناك أي وجود شرعي لهذا الهيكل. واكد السلامي ان الحل لانهاء أزمة الحزب يتمثل في حوار بين جميع الندائيين القدماء منهم والجدد يوسف الشاهد وحافظ ومجموعته وبين من هم لا مع حافظ ولا مع يوسف. وشدّد النائب عن نداء تونس على ان عودة قدماء الحزب ستخدمه شريطة التخلص من المصالح الشخصية ووقف الحملات الانتخابية ملاحظا ان انسحاب حافظ قائد السبسي من الادارة التنفيذية ضروري لتجاوز الازمة. ولفت الى انه بات من الضروري جعل تونس محل نظر الجميع وهدف العمل مبرزا اهمية تجميع القوى الديمقراطية والتقدمية مُقللا من أهمية اعلان رضا بلحاج العودة الى نداء تونس معتبرا انه لن يلعب دورا كبيرا في الوقت الراهن. ومن جانبه، قال القيادي السابق في نداء تونس لزهر العكرمي، إن المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي غير قادر حتى على إدارة مكتب محلي، لكن والده رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي مكّنه من هذا المنصب، و وفّر له الحماية، وهو يعمل تحت نفوذ رئيس الجمهورية. وأضاف العكرمي، في تصريح إذاعي الخميس 2 أوت 2018، أن "حافظ فوق القانون والدستور والدولة.. عائلة الباجي هي التي تحكم في الدولة". كما نوه بأن الباجي قائد السبسي استغل جميع الطرق عبر النواب والوزراء ولجنة 13 لإيصال ابنه، مضيفا العائلة الحاكمة تعمل وفق مصالحها، ليس مصلحة الدولة. كما اعتبر أن أداء حكومة يوسف الشاهد كان جيدا، فهي قامت ما بوسعها لتحسين الأوضاع وخاصة إنقاص عجز الميزانية. ومن جانب أخر هناك وزراء مردودهم جيد ويجب أن يغادروا الحكومة، وفق تعبيره. وبخصوص إمكانية إجراء تحوير وزاري جزئي، قال العكرمي إن ‘المعتوه' في إشارة إلى حافظ قائد السبسي يريد تعيين الوزراء بنفسه وعطل عمل الحكومة والشاهد.