بلبلة شاسعة أثيرت في تونس خلال الأسابيع الأخيرة ، بعد تواتر عمليات الانتحار في صفوف الاطفال والمراهقين بسبب تأثرهم بألعاب رقمية في هواتفهم الذكية .. وعلى نفس شاكلة لعبتي "الحوت الازرق" و"مريم" اللتين خلفتا عددا هائلا من حالات الانتحار، حذّرت الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية من توفر لعبة إلكترونية خطيرة جديدة بصدد الانتشار والتقاسم على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وخاصة منها موقع فيسبوك. وبينت الوكالة أن هذه اللعبة الإلكترونية الخطيرة شبيهة إلى حدّ كبير بلعبة "الحوت الأزرق" وهي تستعمل مشاهد عنف وتقوم على التحدي. وأضافت الوكالة، في بلاغ لها، أنها تتضمن كذلك ترهيبًا وتهديدًا للطفل في حال الرغبة في التراجع وعدم مواصلة اللعبة، داعية إلى اعتماد سياسة التحاور مع الأطفال وإلى أن يكون الولي المرجع لطفله في حال التعرّض إلى أي صورة أو مضمون "مزعج" على الانترنت. كما دعت وكالة السلامة المعلوماتية إلى العمل على مرافقة الأطفال عند الإبحار على شبكة الانترنت والعمل على جعل هذه الوسيلة أداة للتواصل الأسري عوض أن تكون أداة للعزلة والتفكك الأسري مذكرة أنها توفر وتضع على ذمة العموم آليات مراقبة إبحار الأطفال على شبكة الانترنت والتي من شأنها أن تحدّ من الخطورة التي قد يتعرّض إليها الطفل أثناء إبحاره على الشبكة. وفي وقت سابق ، كان رئيس مدير عام الوكالة التونسية للإنترنت جوهر الفرجاوي ، قد كشف عن خطة جديدة اعتمدتها الوكالة تمكن العائلات من مراقبة تصفح أبنائها للمواقع الإلكترونية. وقال إن الوكالة التونسية للإنترنت أحدثت برنامجا جديدا يسمى "عمار كيدز" يمكن العائلات من مراقبة إبحار أبنائها على شبكة الإنترنت. وأكد الفرجاوي: "نحن فكرنا من منطلق مسؤوليتنا عن توفير الإمكانيات التقنية التي تمكن المواطنين من حماية أنفسهم ومن التحكم في المنتجات التي تم شراؤها". هذا وشدد المسؤول على أن "عمار كيدز" برنامج موجه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و15 سنة بهدف حمايتهم من كل المواقع الإلكترونية التي قد تكون لها تأثيرات سلبية عليهم. وأشار الفرجاوي إلى أن إنشاء برنامج عمار كيدز كان قبل ظهور الجدل حول لعبتي الحوت الأزرق ومريم، لافتا إلى أن الوكالة التونسية للإنترنت ستجعل البرنامج في متناول جميع المواطنين إذ ستقيم شراكات مع كل مزودي الإنترنت ومشغلي الاتصالات في تونس. وأفاد بأن برنامج عمار كيدز سيتم طرحه بأسعار تناسب كل فئات المجتمع، إذ سيتم تقدير سعره بما بين دينارين وخمسة دينارات كحد أقصى. وقال الفرجاوي إنه من الممكن أن تظهر ألعاب وبرامج إلكترونية جديدة ربما تكون أكثر خطورة، متابعا "يجب أن نستبق كل المخاطر دون أن يحس المواطن أنه مضطهد إذا ما تم فرض نظام حجب إلكتروني عليه".