بعد الإعلان عن تراجع احتياطي العملة الصعبة الى 70 يوم، أعيد ترتيب الأوراق والخطط حيث أن المؤشرات والبيانات التي نشرها البنك المركزي الأسبوع الفارط لا تخلو من الصحة ولا مجال للتشكيك في مصداقيتها. وقد أكد المحلل الاقتصادي الصادق جبنون في تصريح ل"الشاهد" صحة البيانات التي نشرها البنك المركزي بخصوص تقلص احتياطي العملة الصعبة الى 70 يوم، مشيرا إلى ان العجز التجاري والتوريد الذي يقدر حاليا ب8 مليار دينار يمكن ان يتضاعف ليصل الى 16 مليار دينار اذا تواصل الوضع على حاله مشيرا الى اسباب هذا العجز واضاف جبنون ان من اهم اسباب العجز هو خدمات الدين الاجنبي وتقلص قيمة الدينار امام الدولار والاورو اضافة الى نقل ارباح مشغلي الهاتف الجوال وتوريد المواد الفاخرة والغير ضرورية ويرى مراقبون أن المؤشرات الاقتصادية في تحسن مستغربين هذا التراجع الحاد في احتياطي العملة الصعبة خاصة وأنه في الفترة الأخيرة شهد قطاع الفلاحة تطور تحديدا في مجال التمور. وقد أعلنت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري أنّ تونس تمكنت من تصدير التمور لأكثر من 80 دولة، محققة رقما قياسيا في مداخيل الصادرات فاق عتبة 700.000 مليون دينار وكذلك رقما قياسيا في الكميات المصدرة التي فاقت 119000 طن. ومنذ انطلاق موسم التصدير (غرة أكتوبر 2017) والى غاية 27 جويلية 2018 سجلت عائدات صادرات التمور ارتفاعا بنسبة 32.6% من حيث القيمة، وتطورا من حيث الكميات بلغ ال 16.37% مقارنة بنفس الفترة من الموسم الفارط. حيث بلغت كميات التمور المصدرة 119710 طن (وهو رقم قياسي) بقيمة تناهز 700.832 مليون دينار مقابل 102869.5 طن بقيمة 528.263 مليون دينار خلال نفس الفترة من الموسم الفارط. ويعود هذا الارتفاع إلى تطور نسق التصدير نحو الأسواق التقليدية كالمغرب (+25% في الكميات المصدرة) واسبانيا (49% في الكميات المصدرة)، بالإضافة إلى تكثيف العمل على الأسواق غير التقليدية كالسوق الأمريكية، حيث تم تصدير ولأول مرة للولايات المتحدةالأمريكية أكثر من 8800 طن (تطور بنسبة 117 % مقارنة بنفس الفترة من الموسم الفارط) والسوق الهندية حيث سجلت تطورا بنسبة (+182%). بالإضافة إلى مجال السياحة والحركية الكبيرة التي شهدها الموسم هذه السنة حيث أكدت وزيرة السياحة سلمى اللومي، تسجيل مؤشرات إيجابية للموسم السياحي لسنة 2018، ومن المنتظر أن "يفوق عدد زوار تونس هذا العام 8 ملايين سائح". وأضافت الوزيرة، في تصريح لموقع "جوهرة أف أم" المحلي، أن جزيرة جربة استقبلت اليوم 22 ألف زائر، مقابل 11 الف زائر خلال الفترة نفسها من 2017. وسجّلت الوزارة، حتى حدود 20 افريل الفارط، تطورا مهماً في عدد السياح من السوق الفرنسية بنسبة 46%، إلى جانب تطور السوق الألمانية والروسية والبريطانية، وكذلك ارتفاع المداخيل بأكثر من 23% بالدينار التونسي و18% بالدولار، و8% باليورو. أما من جانب الانتاجات المنجمية فقد تطورت انتاجات شركة الفسفاط بعد تراجع نسب الإضرابات التي كانت تسجلها كل سنة حيث أنها تراجعت إلى أكثر من النصف.