تشهد تركيا منذ يوم أمس انخفاض سعر الليرة بسبب تصعيد حدة التوتر في العلاقات بين تركياوالولاياتالمتحدة على اثر رفض أنقرة إطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برانسون الذي تتهمه بمساعدة التنظيم السري لأتباع فتح الله غولن الذي تعتبره أنقرة العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشلة في جويلية 2016. وقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها يوم أمس أمام الجمهور في مدينة "ريزه" التركية أن محاولات ممارسة الضغوط على بلاده، بما في ذلك عن طريق زعزعة الاستقرار في نظامها المالي، لا آفاق لها. وصرح أردوغان أن "تركيا تواجه حملات مختلفة، ولا تولي اهتماما لها" وقال في نفس الاطار ردا على ضغوطات واشنطن: "توجد لديهم الدولارات، ويوجد لدينا شعبنا وحقنا والله". ومن المتوقع أن يقدم وزير المالية التركي "براءت ألبيرق"، اليوم الجمعة، عقيدة جديدة للتنمية الاقتصادية في تركيا لتفادي أي اشكاليات مالية في الفترة القادمة. ونقلت وكالة الأناضول منذ يومين أن أرجب طيب أردوغان قد قرر تجميد ممتلكات وزيري العدل والداخلية الأمريكيين، كردّ على قرار أمريكي مماثل صدر قبل أيام بحق وزيرين تركيين. وأكّد أردوغان في خطابه في أنقرة، يوم السبت 4 أوت 2018 "سنجمد ممتلكات وزيري العدل والداخلية الأمريكيين في تركيا إن وجدت". كما أشار إلى أنّ الخطوة التي اتخذتها الولاياتالمتحدة بخصوص القس "برانسون" لا تليق بشريك استراتيجي وتدلّ على عدم احترام لتركيا، وفق قوله. ويذكر أنّ واشنطن قد فرضت عقوبات على وزير العدل عبد الحميد غول ووزير الداخلية سليمان صويلو بسبب احتجاز القس. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، إن الوزيرين لعبا دورا رئيسيا في اعتقاله في 2016 ثم احتجازه. كما تشمل سياسة الضغط التي تتخذها واشنطن عقوبات جديدة على "ايران" أدت الى تزايد أزمة انخفاض قيمة العملة الإيرانية ، فالريال الإيراني يستمر في التهاوي مقابل العملة الأميركية، حتى وصلت قيمة الدولار الواحد إلى 50 ألف ريال هذا الأسبوع. ويبدو أن واشنطن تريد بالضغط على تركيا عزل ايران عن المنطقة و تعطيل أي اتفاقيات ومشاورات بين البلدين لكن رد رجب الطيب أردوغان الحاسم مفاده أن سياسة التركيع والضغط لا تنفع مع تركيا.