ما فتئ "الحزب الحاكم" وما يطوّقه من مشاكل على صعيد داخلي وخارجي يمثل أبرز المواضيع التي تتصدّر الساحة السياسية ، لاسيّما وأن جلّ المؤشرات تصبّ في إناء توجّه الحزب إلى الانهيار في ظلّ غياب خطّة طريق له وقيادة فعليّة توجّهه. ويعمل عدد من قيادات الحزب على لمللمة شتاته من خلال التوجه نحو عقد المؤتمر الانتخابي الأول للحزب ، في خطوة نحو كسب قيادة أهل بمنصبها و تسطير خارطة طريق لاسيما بعد تصاعد الانقسامات بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة بسبب الخلاف بين مدير الحزب حافظ قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، وهو ما قسّم ما تبقى من الحزب إلى متصارعين أمام الجميع وعصف بِما تبقى من مصداقيته. و رضا بلحاج، الذي سبق أن غادر النداء في وقت سابق وأسس حزب "تونس أولا" كان أول العائدين إلى أحضان الحزب الحاكم . وتستمر المساعي لإقناع منشقين آخرين، إذ التقى أول مؤخرا حافظ قائد السبسي ورضا بلحاج بالقياديّ السابق في "النداء"، الطاهر بن حسين، الذي أسس بدوره حزب "المستقبل". وفي بيان له، أفاد الحزب بأن "اللقاء تناول التشاور حول إمكانيات الائتلاف السياسي والانتخابي في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة". ونوه نصّ البيان بأنه سبقت هذا اللقاء لقاءات مع كل من الأمين العام لحزب "مشروع تونس" محسن مرزوق، والأمين العام لحركة "بني وطني" سعيد العائدي، حول الموضوع نفسه، وكلاهما من القياديين السابقين في "النداء". جدير بالذكر أن الهيئة السياسية للحزب انعقدت مؤخرا لتطويق أزمة الحزب ورسم خارطة طريق للمرحلة القادمة. و وجه الحزب ، خلال اجتماع الهيئة السياسية الأخير، دعوة "لكل الأطياف الندائية إلى استرجاع مكانتها في الحزب، وتجميع كل القوى والطاقات الضامنة لتثبيت حركة "نداء تونس" كقوة سياسية رئيسية ومحددة للتوازن السياسي المطلوب في البلاد، في تطلع أكيد للمساهمة في تجميع أوسع ائتلاف للقوى الوطنية الحداثية في تونس". وفي خضم هذا الشأن، لفت رئيس المكتب الاعلامي بحركة نداء تونس منجي الحرباوي، إلى أن المشاورات متقدمة بين حزبه ومختلف الأحزاب التي انشقت عن حركة نداء تونس للإعلان قريبا عن ائتلاف سياسي وبرلماني وانتخابي جديد. ونوه الحرباوي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء الخميس، بأن هذا الائتلاف، سيعمل على المحافظة على الكيانات الحزبية، ولكنه سيكون قيادة موحدة تجمعها، "لتعيد التوازن داخل الساحة السياسية وتعمل في أفق بعيد المدى، لما بعد الانتخابات التشريعية القادمة".