تعيش الساحة السياسية خلال الفترات الأخيرة على وقع موجود من المتغيرات والمستجدات، لاسيما فيما يتعلق بواقع الأحزاب و مكوناتها وتموقعها في المشهد السياسي. و يقوم عدد من الأحزاب الليبرالية ، مؤخرا، بسلسلة من اللقاءات والنقاشات ، لتدارس إمكانية تكوين تحالف موحد، تأهبا لسباق الانتخابات التشريعية والرئاسية ل2019. وفي خضم هذا الشأن، أكد الأمين العام لمشروع تونس محسن مرزوق، في تصريح إعلامي على هامش اجتماع لحزبه بالمنستير، وجود تقدم حاليا بشأن بناء توافق بين كتل نيابية من شأنه إيجاد كتلة نيابية وطنية عصرية ستكون الأولى في مجلس نواب الشعب. و أوضح، في هذا الصدد ، أنّ هذه الكتلة ستكون الأقوى وستشمل نواب حركة نداء تونس وحركة مشروع تونس وربما نوابا آخرين، معتبرا أنّ في إحداث هذه الكتلة، التي توفرت الآن الظروف لتكوينها، رسالة مهمّة جدّا على المستوى السياسي، لافتا إلى أنّ بناء هذه الكتلة كان مطلبا تقدم به حزبه مشروع تونس منذ حوالي ستة أو سبعة أشهر. وأضاف في هذا السياق أن هناك مشاورات سياسية بين حزبه وأحزاب أخرى وشخصيات مستقلة بشأن عمل جبهوي قوي سيضم نداء تونس ومشروع تونس وحزب المستقبل وشخصيات مستقلة. وأوضح أنّ بناء هذه الكتلة كان مطلبا تقدم به حزبه مشروع تونس منذ حوالي ستة أو سبعة أشهر. ولاحظ وجود ما اعتبره "تغول تام" لحركة النهضة حاليا، قائلا في هذا الخصوص رجعنا إلى مشهد 2011 و2012. واعتبر أنّ من مصلحة تونس أن لا ينفرد بحكمها أي طرف، لذلك فالبلاد في حاجة إلى كتلة وطنية عصرية قوية، وفق تعبيره. وفيما يتعلق بالحكومة ، قال مرزوق إنّه في حال أردنا حكومة تمثل أوسع ما يمكن من التوافق الوطني لابّد من التغيير الشامل، مقدرا أنّ المشكل ليس في الأشخاص بل في برنامج الحكومة وفي طبيعة الحكومة وفي علاقة الحكومة بالطيف العام في البلاد. و من جهتها ، أوضحت رئيسة المجلس المركزي لحزب مشروع تونس، وطفة بلعيد، وجود محادثات تجمع حزبها بقوى سياسية أخرى، من بينها نداء تونس وآفاق تونس وحزب المستقبل. وقالت بلعيد إن هذه المشاورات "تهدف إلى توحيد جهود الأحزاب التي تشترك في المرجعية الفكرية". ولفتت، في هذا الإطار، إلى أن هذه التحركات لم تتوصل بعد إلى تحديد شكل هذا التقارب، الذي يمكن أن يتمثل في كتلة برلمانية موحدة أو جبهة سياسية لخوض الاستحقاقات المقبلة، مؤكدة أن "الحل الوحيد لحل الأزمة السياسية الراهنة، هو إحداث تقارب بين هذه القوى، لخلق التوازن في الساحة السياسية". ومن جانبه، شدد النائب بالبرلمان عن حزب نداء تونس، حسن العمري على أهمية "تجميع العائلة الوسطية بعد أن كشفت الانتخابات البلدية الأخيرة مدى تأثير الانقسامات"، مشيرا إلى أن "المستفيد الوحيد من تشتت العائلة الوسطية هو حركة النهضة". في المقابل، نوه المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي بأن " التجارب السابقة، على غرار الاتحاد المدني أثبتت مدى فشل هذه التحالفات في تحقيق نتائج كبيرة". و أوضح أن "الأسباب التي دفعت إلى تفكك نداء تونس وتشكل أحزاب أخرى على يد قياديين منه، لا تزال قائمة، من بينها مسألة التحالف النهضة ودور نجل الرئيس في الحزب". كما اعتبر الحناشي أن فرص نجاح تحالف بين هذه القوى السياسية "ضعيفة، في ظل فشل أحزاب كمشروع تونس والمستقبل في تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات البلدية الأخيرة، وهو ما يكشف أنها مرتبطة بقيادتها ولا تحظى بامتداد جغرافي كبير".