بالنسبة للكثير من المواطنين تبدو مسألة التوفيق بين متطلبات ما بعد العيد هماً يؤرق أصحاب الدخول المحدودة, فما صرف حتى الآن من راتب لم يتبق منه شيء لتوفير جديد وكثيرة هي المتطلبات، ولكن يبقى ترشيد الاستهلاك هو الحل الأمثل والأكثر جدوى أمام نسبة كبيرة من المواطنين وذلك قياساً على تضاؤل قيمة الرّواتب وتعدد وكثرة المتطلبات لا سيما وأن الأسر تخرج من عطلة العيد خالية الوفاض من الأموال وتصرف مدخراتها على تلبية متطلبات العيد. أيام قليلة تفصلنا عن العودة المدرسية الجديدة 2018-2019, سنة دراسية روّجت لها وزارة التربية على أنها ستكون استثنائية ببدء مشروع اصلاح التّعليم. وبين غلاء أسعار المشتريات وتشكيّات الأولياء تبقى الاجراءات, التي أعلنت عنها الوزارة, نقطة ضوء في واقع وضع التعليم والتربية, الذي لم يشهد استقرارا منذ سنوات. وفي هذا الاطار،أعلنت وزارة التربية في هذا الاطار العودة الى نظام الثّلاثيّات وتوحيد نظام العطل مع نظام التّعليم العالي, والانطلاق في تخفيف البرامج وساعات التدريس لتوسيع حيز الأنشطة الثقافية والإبداعية وتطوير المهارات الحياتيّة لدى التلاميذ. ولأول مرّة في مدارسنا الاعدادية والمعاهد الثانوية, التسجيل عبر الانترنيت والهواتف الجوالة, وموافاة التلاميذ بجداول أوقاتهم عبر الأنترنات, والتّخلي عن كل الوثائق المطلوبة سابقا للتسجيل, أيضا سيتمّ موافاة الأولياء ببطاقات أعداد أبنائهم عبر البريد الالكتروني. وقد أوضح مدير عام البرامج والتكوين المستمر بوزارة التربية رياض بن بوبكر, أنّه مع بداية هذه السّنة الدّراسيّة, سيتم تدريس مادة الإعلامية لفائدة تلاميذ السنة الأولى ثانوي، خلافا للسنوات الماضية التي كان خلالها التلاميذ يتلقون دروسا في الإعلامية من السنة السابعة من التعليم الأساسي إلى حدود السنة التاسعة لينقطع تدريسها في السنة الأولى ثانوي ويستأنف من الثانية ثانوي إلى الباكالوريا. وقد أفاد مدير عام المركز الوطني البيداغوجي بلقاسم الأسود, أنّه لا وجود لأي تغيير في محتوى الكتب المدرسية والوثائق والمنشورات البيداغوجية للتعليم الأساسي والثانوي بالنسبة للسنة الدراسية المقبلة كما ان أسعار الكتب تحافظ على استقرارها منذ سنة 2009. وأكّد رئيس منظمة إرشاد المستهلك لطفي الرياحي أن الزيادة في أسعار المواد المدرسية بالنسبة للسنة الدراسية الجديدة ستترواح بين 35 و 40 بالمائة و ذلك مقارنة مع السنة الدراسية الماضية. ويذكر أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية وسّعت هذه السّنة دائرة المساعدات الاجتماعية للعائلات ضعيفة الدّخل بمناسبة العودة الدّراسيّة, اذ تساعد المنحة المدرسّية في تخفيف عبئ العائلات المحتاجة.