ضربت "الكوليرا" منذ أيام في الجزائر وسط توقعات باستمرارها بعد انتشارها بشكل سريع غير أن هذا الوضع زاد من تخوفات التونسيين الذين أصبحوا يتناقلون عبر شبكة التواصل الاجتماعي نصائح للوقاية من هذا المرض القاتل. من جهتها،أكّدت وزارة الصحة التونسية، أن أنشطة التقصي الوبائي المنجزة من طرف مصالحها، لم تسفر عن تسجيل أية إصابة ببكتيريا الكوليرا بتونس. وأكدت الوزارة، أن مصالحها المختصة بصدد تكثيف أنشطتها الوقائية، خاصة تلك المتعلقة بالمراقبة الصحية لمياه الشراب والأغذية والمياه المستعملة والمحيط عامة، وذلك اعتبارا للمعطيات الوبائية الحديثة المتمثلة في ظهور حالات من الكوليرا ببعض المناطق بالجزائر خلال الفترة الأخيرة، وفي نطاق الوقاية من المخاطر الصحية المرتبطة بتدهور عوامل المحيط، وإمكانية تفاقم هذه المخاطر في صورة حدوث فيضانات. وأوضحت الوزارة، أن تكثيف الأنشطة الوقائية غايته الوقوف على مدى توفر السلامة الصحية لمياه الشراب والأغذية، وضبط الاجراءات التصحيحية المطلوبة ووضعها حيز التطبيق، بالتعاون مع السلط والمصالح المعنية، وحماية للصحة العمومية. وشددت، على ضرورة الامتناع عن التزود من مصادر مياه غير مأمونة، بما في ذلك وحدات معالجة وبيع المياه للعموم وباعة المياه المتجولين، قصد معاضدة مجهوداتها في مجال التصرف في المخاطر الصحية المرتبطة بالمحيط، وكذلك البرامج ذات العلاقة التي يديرها باقي المتدخلين. كما دعت في هذا الصدد، إلى ضرورة استعمال أوعية صحية ونظيفة لحفظ المياه، وتطهيرها بماء الجافال في صورة التزود من نقاط مياه خاصة، وتطهير الخضر والأواني بمادة الجافال. إضافة إلى اعتماد السلوكيات السليمة خاصة في ما يتعلق بتداول المياه والأغذية بالمنزل، وغسل الايدي بالماء والصابون، وتصريف الفضلات والمياه المستعملة المنزلية بطريقة صحية. و نفى مدير حفظ صحة الوسط والمحيط بوزارة الصحة محمد الرابحي اليوم السبت ، تسجيل أية إصابة بجرثومة الكوليرا بتونس، لافتًا إلى أن هناك معطيات وبائية ببعض المناطق بالجزائر تشير الى ظهور حالات من الكوليرا. و دعا الرابحي إلى ضرورة تكثيف الأنشطة الوقائية خاصة تلك المتعلقة بالمراقبة الصحية لمياه الشرب والأغذية والمحيط عامة.و أضاف أنه تم تفعيل برنامج التقصي الوبائي و التكثيف من عمليات المراقبة في المناطق الحدودية و خاصة محطات تطهير المياه. وأصبح الوضع في الجزائر دقيقا بسبب تزايد عدد الاصابات بداء الكوليرا اللعين وارتفاعها الى 126 حالة بمنطقة البليدة التي انتشر فيها الداء ، ليتحول الامر الى ما يشبه الفوبيا تجسدت في توجه مئات العائلات من البلدة المنكوبة نحو المستشفات لاجراء الفحوصات الضرورية ، حسب ما نقلت صحيفة الشروق الجزائرية. ووفق نفس المصدر فان عدد الاصابات المؤكدة قدر ب 41 حالة ، فيما توفي 3 أشخاص منها وفاة تأكد أنها جراء الكوليرا ، ويتعلق الأمر بالملاكم عثمان دحماني من بلدية بوعرفة، وحسب تصريح لمدير مستشفى بوفاريك فإن 126 حالة مشكوك فيها تم إخضاعها للتحاليل، 29 منها غادرت المصحة بعد تلقيها العلاج اللازم. وتشير الإحصائيات إلى تسجيل أكبر نسبة إصابة لدى النساء بنسبة 48 بالمائة، و27 بالمائة في صفوف شباب لا تتعدى أعمارهم 23 سنة و24بالمائة في صفوف الرجال .وكشفت مصادر من داخل مصلحة الأمراض المعدية لنفس الصحيفة أنه بعد ظهور أول بؤر للداء وسط البليدة فإن الوباء وصل لعدد من بلديات الجهة الشرقية على غرار بوقرة، أولاد سلامة إلى جانب بوفاريك والشبلي. ونقلت الصحيفة اجواء احد مستشفيات الجزائر الذي قالت إنه سجل حالة من الفوضى عقب عدم السماح بزيارة المرضى وإدخال وجبات غذائية منزلية، في حين قررت إدارة المستشفى مواصلة منع زيارة المرضى تفاديا لانتشار العدوى ولتطويق بؤرة الوباء وإخضاع المصابين لنظام غذائي خاص مع السماح لهم بالخروج إلى حديقة المستشفى. ولفتت الى ان قسم الأمراض المعدية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية ببوفاريك شهد تدفقا للمواطنين من مختلف أرجاء الولاية وولايات مجاورة بمجرد شعورهم بآلام في المعدة، وان ذلك زاد من الضغط على الطاقم الطبي بالمصلحة. واكدت الصحيفة ان العديد من محلات الأكل السريع والمخابز اغلقت أبوابها بالبليدة بسبب فوبيا الكوليرا بعد الاشتباه في ان تكون المياه مصدر الوباء ورغم تطمينات المصالح الرسمية التي رفعتها البلديات بان مياه الحنفيات سليمة، فأن أصحاب المحلات التي تدخل المياه في إعداد منتوجاتهم قرروا التوقف عن الخدمة، كما خفت حركة عدد من الأسواق والمساحات التجارية الكبرى بشكل غير مسبوق خوفا من العدوى. من جهة اخرى نفدت المياه المعدنية من المحلات التجارية سريعا في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، بسبب استبدال المواطنين مياه الحنفيات بالمياه المعدنية خشية إصابتهم بالمرض، وهو ما تسبب في أزمة وندرة حادة على مستوى السوق.