نزول الغيث لا يمكن أن يكون الا نافعا, فقد أحييت أمطار هذه السّنة الأمل في نفوس التونسيين خصوص بعد أن راجت أخبار أنّ السدود قد جفّت, و ماعاناه التّنسيون خلال الصيف من انقطاع دائم للماء بسبب نقص الموارد المائيّة في السّدود. الفلاحون من جانبهم استبشروا خيرا بالأمطار الأخيرة التي يأملون أن يتواصل تهاطلها حتّى تبعد عنهم شبح الجفاف الذي يعيق أنشطتهم الفلاحيّة. ولئن كانت هذه الأمطار بمثابة طوق النّجاة للتونسيين, إلا أنها وكالعادة كشفت هشاشة البنية التحتيّة التي مازالت تشكو سوء العناية, بدليل أنّ ربع ساعة من هطول الأمطار كافية لإغراق البلاد وتوقّف عربات الميترو. وقد أفاد لطفي بن محمود مسؤول بالإدارة العامة للإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها أغلب مناطق الجمهورية كانت بكميات هامة ولها تأثير ايجابي على الفلاحة وعلى تحسين المنسوب المائي بالسدود، مضيفا أن الموسم الفلاحي 2019/2018 يبشر بكل خير. وأضاف أنّه سيكون لهذه الأمطار تأثير إيجابي على المائدة المائية خاصة في المناطق السقوية بالوسط والجنوب وبالتالي التقليص من كلفة ضخ المياه. هذا ويذكر أنّ الأمطار المسجلة ستساهم في تحسين التربة والتخلص من الأملاح وخاصة بالمناطق السقوية المكثفة التي يقع استعمال الأسمدة فيها بكميات هامة كما أنها ستنعكس إيجابا على قطاع الزيتون والأشجار المثمرة خاصة اللوز وهي مفيدة للزراعات الكبرى وخاصة الحبوب كما أنها تساهم في تحسين المخزون المائي بالأراضي الفلاحية. ويجدر بالذّكرأن المناطق الفلاحيّة بالبلاد سجّلت تحسّنا كبيرا على مستوى ارتفاع منسوب المياه في السّدود, حيث ساهمت الأمطار الأخيرة التي تهاطلت على ولاية سليانة في الترفيع من منسوب مياه سدود الجهة على غرار سدي سليانة و الاخماس اللذان يعتبران من أبرز و اكبر سدود الولاية. وأكد المنصف الهرمي, مندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بجهة سليانة, أن الامطار الاخيرة ساهمت في تضاعف منسوب السدين, حيث تم تسجيل ارتفاع منسوب مياه سد سليانة من 5 مليون متر مكعب الى حدود 9 مليون متر مكعب, كما تضاعف مخزون مياه سد لخماس من 1.3 مليون متر مكعب الى حدود 2.2 مليون متر مكعب.