دخلت علاقة الاتحاد العام التونسي للشغل مع الحكومة منعرجًا جديدًا بعد "استعراض العضلات" الذي قامت به المنظمة الشغّيلة طيلة فترة حكم يوسف الشّاهد حيث لم يتوقف إضراب إلا يبدأ آخر. وقد ازداد الصّراع حدّة بعد تصاعد الحرب الكلامية بشأن مصير حكومة يوسف الشاهد, بين الأمين العام لمنظمة الاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، والشخصيات الحزبية والحكومية الرافضة لمقترحاته بخصوص التغيير الحكومي ومع الشاهد نفسه. في زيارته اليوم لميناء رادس, بعد زيارة يوسف الشّاهد الأسبوع الماضي, لوّح أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي, بدخول أعوان شركة الشحن والترصيف بميناء رادس في إضراب جديد خلال الفترة القادمة لمواصلة المطالبة بالترفيع في تعريفات شحن وتفريغ البضائع بنسبة 20 بالمائة. ودعا الطبوبي خلال زيارته, إلى ضرورة الترفيع في المعاليم قائلا "من غير المعقول أن يتم اعتماد 1.500 دينار فقط يوميا كمعلوم لرسو الحاويات"، مضيفا أنّ "لجنة القطاع العام صلب الاتحاد في عمل يومي ودؤوب مع الخبراء للخروج باقتراحات جادّة وفعّالة لأزمة الشركة المذكورة والمؤسسات العمومية التي تتخبّط في صعوبات مُشابهة". زيارة الطّبوبي لميناء رادس, لم تسلّط الضوء على مشكل جديد, ولم تأتي بحلّ يذكر فيشكر, بل جاء ليعلن إضرابا في ميناء رادس, ليفهم من قوله وفعله أنّه اليزال يقف على يسار الحكومة. إنّ ماتحتاجه تونس اليوم, هو الاستقرار السياسي, خصوصاً أننا مقبلون على سنة سياسيّة وبرلمانيّة جديدة وعلى انتخابات رئاسيّة. ويمكن القول أنّ اتحاد الشغل, باعتباره طرفاً موقعاً على وثيقة قرطاج, من حقه أن ينتقد ويطالب الحكومة بتقييم أداء بعض الوزراء, لكن لا يجب استغلال الوضع لفرض هذا التغيير, وخصوصاً أن أكبر إشكال يواجه تونس هو غياب الاستقرار الذي يعطي رسائل سلبية للخارج. يجب على مكوّنات الطّبقة السّياسية تغليب المصلحة الوطنية، ويمكن لرئيس الحكومة إذا رأى أن أداء وزير أو اثنين غير جيد أن يقوم بتغييرهما، لكن ليس بتغيير عميق في الحكومة قبل الانتخابات الرئاسيّة, لأنه لن يكون الحل المناسب. الحديث عن التغيير الوزاري تزايد أخيراً، خصوصاً من قبل اتحاد الشغل، الذي ذهب في هذا المنحى وصعّد من طلباته، وهي دوافع مفهومة، لأنه مقبل على مفاوضات اجتماعية، ويرمي إلى توجيه خطابات ورسائل معينة إلى منخرطيه، مؤكداً أن نداء تونس لا يرى أي أهمية لتغيير وزاري في الوقت الراهن. ويذكر أنّ الطبوبي سيؤدي زيارة ميدانية خلال الأيام القادمة إلى شركة الخطوط التونسية والوكالة الوطنية للتبغ والوقيد بالقيروان التي قال انها مُستهدفة أكثر من شركة الشحن والترصيف, لذلك يمكن إعتبار عمّال الوكالة الوطنيّة للتبغ والوقيد في مضربين عن العمل منذ هذه اللّحظة.