تتواصل الضّبابية التي تطوّق جدل مصير يوسف الشّاهد و حكومته في ظلّ تضارب المواقف حول ذلك ، فضلا عن الأحداث المتسارعة التي تجدّ في المشهد السياسي ، بين تحالفات جديدة وبروز موازين قوى جديدة، داخل البرلمان وخارجه. ولئن لم ينجح حزب نداء تونس، باعتباره الطرف السياسي الأكثر تمسّكا بتغيير الحكومة برمتها، في محاولاته إبعاد الشاهد عن طريق البرلمان -فشل انذرته جلسة منح الثقة لوزير الداخلية الجديد هشام الفوراتي-، فإن الحزب الحاكم يمرّر الكرة من جديد إلى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ويستحثّه لاستئناف مشاورات وثيقة قرطاج 2 مع الإصرار على إسقاط الحكومة الحالية التي تتكون تركيبتها في غالبها من نواب ندائيين. وقد فقد حزب نداء تونس الأمل في إمكانية استبعاد حكومة يوسف الشاهد عبر البرلمان خاصة مع ظهور كتلة نيابية جديدة مؤيدة لها، وهو ما دفعه إلى دعوة الرئيس الباجي قائد السبسي لاستئناف المفاوضات بشأن "وثيقة قرطاج 2". وقد تم الإثنين 27 أوت 2018 ،الإعلان رسميا عن تأسيس الكتلة البرلمانية الجديدة أو ما أطلق عليها بكتلة "الإئتلاف الوطني"، تضم نواب كتلتي الوطني الحر والوطنية والنواب المستقيلين من كتلتي حركة مشروع تونس وآفاق تونس ناطقها الرسمي هو النائب مصطفى بن أحمد. ووفق ماتداولته تقارير إعلامية فإن هذه الكتلة مساندة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد. بيان نداء تونس ، الموقّع باسم المدير التنفيذي للحزب حافظ قايد السبسي، جاء في شكل طلب موجّه لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بدعوة كل الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والاجتماعية المكونة لاتفاق قرطاج 2، إلى الاجتماع بشكل عاجل بهدف الاتفاق على "حل سياسي للأزمة الحالية والشروع مباشرة في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية" المتفق بشأنها ضمن وثيقة قرطاج 2. ويهدف مدير المكتب التنفيذي لحزب النداء من وراء هذه الدعوة لمزيد من الضغوط على يوسف الشاهد رئيس الحكومة الذي يطالبه حزب النداء منذ شهر ماي الماضي بمغادرة السلطة، او التوجه إلى البرلمان لتجديد الثقة في حكومته أو مغادرتها وتشكيل حكومة جديدة على أنقاضها. كما سلطت حركة نداء تونس، في بيانها، الضوء على "الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، والوضع الخانق المتزامن مع العودة السياسية والاجتماعية والمدرسية"، محذراً من "انعكاساتها المرتقبة على السلم الاجتماعي في ظلّ تواصل استفحال الأزمة السياسية التي وضعت أجهزة الدولة ومؤسساتها في حالة انتظارية وشلل". و في خضم هذا الشأن، أكد المسؤول الإعلامي في حزب نداء تونس المنجي الحرباوي أن "حزب نداء تونس يدعو رئيس البلاد الى إنقاذ البلاد من الأزمة السياسية التي تغرق بها عبر جمع الأطراف المكونة لاتفاق قرطاج من جديد، لإيجاد حل وتنفيذ الإصلاحات العاجلة والضرورية، بما فيها البند المتعلق بتغيير عميق وشامل للحكومة".