لا يزال البحارة التونسيون محتجزون لدى السلطات الإيطالية والتي أوقفتهم على بعد 25 ميلا جنوب جزيرة لمبدوزا قرب المياه الإقليمية الإيطالية، بعد قيامهم بنجدة عدد من المهاجريين السريين كانوا على وشك الغرق. وحسب بعض المعطيات، فإنّ قائد المركب اتصل بالسلطات الإيطالية لإعلامهم بوجود مركب على وشك الغرق وأنّه سيقوم بجر المركب نحو جزيرة لامبدوزا. وفوجئ قائد المركب بعد ذلك بقيام فرقة من خفر السواحل الإيطالية بإيقافه وباقي طاقم المركب، فيما تمّ اقتياد المهاجريين السريين إلى مركز ايواء بجزيرة لامبدوزا. من جانبها،دعت النقابة التونسية للفلاحين السلطات التونسية إلى التدخل العاجل من اجل إطلاق سراح البحارة التونسيين ‘المحتجزين' من قبل السلطات الايطالية منذ 30 آوت 2018 ورفع الحجز عن مركبهم. وعبرت عن استغرابها من الموقف الايطالي باعتبار أن الحادثة لم تكن سوى عملية إنقاذ أرواح بشرية معرضة للموت. من جانبه،أفاد كاتب الدولة للهجرة عادل الجربوعي، أن السلطات التونسية طالبت نظيرتها الايطالية بالإفراج عن البحارة المحتجزين فورا وهي حريصة على حماية حقوقهم والإحاطة بهم، وذلك في تصريح صحفي في تعليق عن الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها عائلات المحتجزين وعدد من البحارة يوم الثلاثاء أمام سفارة ايطاليا. وقال نطمئن عائلات البحارة أصيلي معتمدية جرجيس من ولاية مدنين وزملائهم بأن السلطات التونسية قائمة بواجبها لحماية حقوقهم والإحاطة بهم وقد طالبت نظيرتها الايطالية بالإفراج الفوري عنهم وقد قامت بتفويض محامية للدفاع عن المحتجزين. وأشار إلى أن قنصل تونس ببالارمو جلال بن بلقاسم قد عقد جلسة مع مدير السجن حيث يحتجز البحارة وأكد حرصه على الاطلاع على نتائج الاختبارات الفنية للصور التي الطقتها السلطات الايطالية عبر القمر الاصطناعي، ومواكبة معالجتها وفحصها لاثبات براءة المحتجزين من التهمة المنسوبة إليهم، بعد أن استندت السلطات لتلك الصور في ايقاف البحارة ووضعهم على ذمة التحقيق وتوجيه تهمة تمكين 14 مهاجرا غير نظامي من اجتيار الحدود خلسة. وأكد أن خمسة من المهاجرين غير النظاميين الذين قام البحارة بإنقاذهم، تمت إعادتهم يوم الاثنين الماضي إلى تونس عبر رحلة جوية حطت بمطار النفيضة الدولي فيما تم الاحتفاظ بالتسعة الباقين الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بمركز الإيواء بلامبدوزا. وأوضح أن صورة الحادثة تمثلت في انقاذ البحارة المحتجزين ل 14 مهاجرا غير نظامي أوشك مركبهم على الغرق وذلك بعد أن فشلت محاولتهم في طلب النجدة لهم مما اضطرهم إلى جر مركب الحراقة لأربع ساعات ونصف مما أدى بهم إلى دخول المياه الإقليمية الإيطالية قرابة 20 كلم، وعندها قامت السلطات الايطالية بايقافهم وعرضهم على ذمة التحقيق في تهمة تسهيل الهجرة غير النظامية. وكان أهالي المحتجزين الستة ومجموعة من بحارة جرجيس نفذوا اليوم وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الايطالية بتونس للمطالبة بالإفراج الفوري عن رئيس الشبكة التونسية للصيد التقليدي المستدام شمس الدين بوراسين المحتجز مع طاقم سفينته ( خمسة بحارة) بسيسليا بايطاليا عندما كانوا بصدد انقاذ مهاجرين غير نظاميين اصيب مركبهم بعطب على بعد 35 ميل جنوبي لامبادوزا الإيطالية. جدير بالذكر ان المركب بوراسين وقائده شمس الدين بوراسين ساهم في عديد المناسبات في عمليات إنقاذ المهاجرين غير النظاميين في البحر الأبيض المتوسط وصلت الى مئات الحالات.