بقلوب واجفة ، عاد تلاميذ المدارس والمعاهد إلى مقاعد الدّراسة، السبت 15 سبتمبر كما جرت العادة. عودة يكتنفها القلق والتوتر في ظلّ وجود تخوّفات من إعلان نقابات التعليم الأساسي والثانوي الحرب على وزارة التربية ، لاسيّما وأن السنوات الخاليات قد جثمت على رمال متحركة بين مدّ وجزرٍ في علاقة نقابات التعليم بالوزارة. ولئن يأمل الأولياء أن يمر هذا العام الدراسي بهدوء، خلافاً للأعوام الدراسية الماضية التي أتت عليها الإضرابات وألقت بظلالها على سير الدروس بدرجة أولى وعلى مستوى التلاميذ بدرجة أهم ، فإن الرّياح تسير على عكس ما تشتهي السفن .. قبل أسبوعين من انطلاق العام الدراسي 2018/ 2019، خرج كاتب عام جامعة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي بشكل صريح وواضح مؤكّدا أن هذه السنة الدراسية سوف تكون كسابقتها, من حيث التحركات الاحتجاجية للاساتذة,في ظل غياب المفاوضات الجدية مع الطرف الحكومي. وقال اليعقوبي ” السنة الدراسية المقبلة سوف تكون ساخنة ولن نفرط في مطالب المربين”، وفق تعبيره ،داعيا الحكومة ووزارة التربية للدخول في مفاوضات جدية . النّقابي لفت، في هذا الصدد، إلى أنه “بعد مارطون من الجلسات الى حد الان لم نتقدم في ملف المدرسين ،نظرا لعدم جدية الوزارة في التعامل مع مطالب القطاع . وأردف اليعقوبي “على الاولياء أن يدركوا جيدا.. “انو في كل الاحوال ما ثماش عودة مدرسية عادية”. وشدد اليعقوبي على ان التحركات الاحتجاجية للاساتذة سوف تبدأ بعد أيام من تاريخ العودة المدرسية 15 سبتمبر 2018 ،في انتظار ما سيفضي اليه اجتماع الهيئة الادارية من تحركات نضالية . وذكّر لسعد اليعقوبي بالنقص في الاطار التربوي ،وبالغلاء الفاحش في المواد المدرسية ،وبرداءة البنية التحتية وإهتراء قاعات التدريس وغيرها من الملفات المطروحة على طاولة التفاوض… موقف اليعقوبي لم يأت فرادى، حيث سلّط الكاتب العام المساعد لنقابة التعليم الثانوي نجيب السلامي، الضوء على استمرار عديد الإشكاليات العالقة، منوّها بالتالي بأن العودة إلى المدرسة لن تخلو من مشاكل، على حد تعبيره. ولفت السلامي إلى أن ” هناك شغوراً في التعليم الأساسي والثانوي، وبالتالي لا بد من العمل على سدّه. كما أنّ الأعمال لم تنتهِ في المعاهد على الرغم من بدء العام الدراسي. ويبين أنّ أبرز الإحصائيات تؤكّد الارتفاع في الأسعار بنسبة 30 في المائة في غالبية الأدوات المدرسية. كما أن الملف التربوي في القطاع الثانوي، والذي أدى إلى تعطل الدروس، ما زال عالقاً”.