توتّر العلاقة بين رئيس الحكومة والمنظّمة الشغّيلة, إنعكس سلبيا على وضع البلاد إقتصاديّا وسياسيّا, خاصّة بعد التّلويح بإضراب عام داخل المؤسسات العمومية. وكان لابدّ للطرفين من الجلوس على طاول واحدة لطرح الإشكاليات وبحث الحلول. بادر رئيس البرلمان, محمد النّاصر, ببرمجة لقاء بين الشّاهد والطّبوبي لإيجاد حلول تخرج تونس من أزمتها الإقتصاديّة والإجتماعيّة الخانقة, فكان الإجتماع مساء أمس كخطوة أولى. هذا وقد سُلّط الضوء, خلال الإجتماع, على استئناف النّظر في المفاوضات الإجتماعية والوضع الإجتماعي العام في البلاد. اذن يمكن القول أنّ رئيس البرلمان محمد الناصر نجح في تقريب وجهات النظر وإعادة قنوات الحوار بين الحكومة والمنظمة الشغيلة. وأكّد رئيس الحكومة يوسف الشاهد اليوم, خلال انعقاد المنتدى الدولي حول الشراكة بين القطاعين العام والخاص, أنّ الحكومة واتحاد الشغل متفقان على مواصلة الحوار والتوافق لايجاد الحلول لمختلف الملفات, واصفا لقاءه مساء أمس الاثنين 17 سبتمبر, بالطّبوبي ب”الايجابي والصريح” وأنّ المشاورات متواصلة بين الطرفين خلال الأيام القادمة. وأضاف الشّاهد, ”كان اللقاء ايجابيا تعرضنا فيه بكل صراحة لموقف الحكومة وضغوطات المالية العمومية, ونور الدين الطبوبي قدّم وجهة نظره, وتحدثنا عن المشاورات الاجتماعية وقانون المالية والقدرة الشرائية للطبقة المتوسطة والضعيفة.” وتابع رئيس الحكومة ”التشاور مع الإتحاد مستمر ولا حل لأزمة تونس دون حوار وتوافق وهناك استعداد ايجابي من طرف الأمين العام لإتحاد الشغل”. ويجدر بالذّكر أنّ علاقة إتّحاد الشّغل والحكومة, قد دخلت في الآونة الأخيرة منعرجا خطيرا كاد يُغرق إقتصاد البلاد, خاصّة بعد اصطفاف الطبوبي خلف السبسي الإبن و تبني سياساته. وتحمل مبادرة اللّقاء, بعد خصومة طويلة بين الشّاهد والطّبوبي , كثيرا من الأمل حول إنفراج الأزمة.