لم يتوقّف الجدل منذ أن أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل، خلال الأيام القليلة الماضية ، أنّه قد وردته معطيات عن توجه تونس نحو استقبال باخرة تابعة للكيان الصهيوني، الأمر الذي أثار غضبا واستنكارا شديدين في صفوف التونسيين. بيد أنّه سرعان ما تمّ التشكيك في رواية الاتحاد وتفنيدها من مصادر رسمية . مدير الميناء التجاري بصفاقس أنيس كمون نفى قطعا خبر رسوّ باخرة إسرائيلية أمس الجمعة 21 سبتمبر 2018 بالميناء المذكور قادمة من أحد موانئ الكيان الصهيوني. وكشف كمّون ، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء ، أنّ الباخرة المُشار إليها تحمل إسم “آسيا سبيريت” "ASIA SPIRIT" وترفع علم هونغ كونغ، مؤكّدا أنّ مالكها صيني وأنّها قادمة من الصين مُحمّلة بأنابيب حديدية ستقوم بإفراغها بميناء صفاقس لصالح الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه “الصّوناد”. وكان المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس قد أعلن في بيان سابق عن قراره مقاطعة "باخرة قادمة من إسرائيل" ومنعها من الرّسوّ بميناء صفاقس يوم الجمعة في حدود السادسة صباحا "إيمانا منه بثوابت التصدي لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني". وقال الاتحاد الجهوي، في بيان له الأربعاء 19 سبتمبر، إنه علم بقدوم باخرة “آسيا سبيريت” ، رافعة علم “هونغ كونغ” وقادمة من أحد موانئ “إسرائيل”، محمّلة بأنابيب حديدية لإفراغها بميناء صفاقس يوم 21 سبتمبر 2018. وحمّل المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، كافة السلطات المعنية تداعيات ما قد ينجر عن دخول هذه الباخرة للمياه الإقليمية التونسية. هذا وجدد الاتحاد الدعوة إلى ضرورة التعجيل بسن القانون الذي يجرّم التطبيع مع الكيان الصهيوني. ومنذ إعلان اتحاد الشغل عن ذلك، طفح جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي ، وانقسم النشطاء بين مندّدين بجريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني طالبوا بضرورة مقاطعة هذه الباخرة، وآخرين مشكّكين في رواية اتّحاد الشغل. وعلى إثر تداول المعطيات التي أفاد بها مدير الميناء التجاري بصفاقس أنيس كمون حول الباخرة وتبيّن أنها قادمة من الصين ومالكها صيني ، ندّد عدد من المتابعين بما أسموه “الانذار الخاطئ” الذي روّجه اتحاد الشغل، معتبرين أن المنظمة النقابية أصبحت تقع في أكثر من مناسبة في فخّ اختلاق بطولات وهمية ، ولو على حساب السلامة الاجتماعية والمصلحة الوطنية .