اجتمع ممثّلو الأحزاب الوسطية الحداثية التقدمية والمنظمات الوطنية وبعض مكوّنات المجتمع المدني بولاية المنستير، اليوم السبت 6 أكتوبر 2018، حيث تمّ التوقيع على “ميثاق المنستير”، مبادرة جديدة اكّدوا فيها على ”تمسكهم بالمسار الديمقراطي والمحافظة على الديمقراطية الناشئة واستكمال مقوّماتها”. ودعا المشاركون إلى ضرورة التفكير لإيجاد معادلة سياسية جديدة أمام استمرار الأزمة السياسية في البلاد وتشعبها والتي “أصبحت منذرة بمخاطر عديدة تعطلت معها دواليب الدولة ومصالحها الاستراتيجية محليا وإقليميا ودوليا”، حسب تعبيرهم. واتّفقت المكوّنات المجتمعة في المنستير، على أن تكون هذه المعادلة السياسية الجديدة ” قائمة على إعادة بناء علاقات بين الفاعلين السياسيين على قاعدة الوطن قبل الأحزاب، والحرص على تحرير الوطن من الإرهاب وأعوانه، وتخليص الوطن من الأجندات المشبوهة المتربصة بسيادة البلاد وأمجادها بكل إخلاص وأمانة، والانكباب على معالجة قضايا الشعب الحيوية من فقر وبطالة وتهميش، إضافة إلى إعادة الأمل للتونسيين والتونسيات في الوطن المنيع وفي أبنائه الشرفاء من المؤسسة العسكرية العتيدة والأجهزة الصامدة وسلطة القضاء العادل وفي الأحزاب والمنظمات الوطنية ورجال الفكر والثقافة”. كما اعتبروا أنّ “نتائج حكومة الوحدة الوطنية لم تكن وفق المأمول وأن التمشي الديمقراطي بدا مرتبكا وبطيئا تغلب عليه الحسابات البراغماتية والانتهازية على المقصد الوطني التاريخي الذي يهدف إلى استكمال المؤسسات الدستورية والدفع نحو واقع جديد يوفر الوئام الوطني والازدهار الاقتصادي والاجتماعي”، وفقا لما ورد في نص الميثاق. واعتبر المشاركون أيضا أنّ “استفحال الأزمة السياسية التي تمر بها تونس وما ترتب عنها من انتكاسات اقتصادية خانقة واجتماعية مريرة أطرافها الأساس أحزاب حاكمة لم تجد طريق الانسجام لتشكيل حكومة قادرة على تحمل أمانة تسيير الشأن العام لما يستجيب لانتظارات مختلف فئات الشعب التونسي رغم ما توفر لحكومة الوحدة الوطنية القائمة من إطار مناسب مكنتها منه المؤسسات السيادية بدعم من القوى السياسية الفاعلة في البلاد والمنظمات العريقة “. الجدير بالذكر، أنّ الاجتماع حضره ممثلون عن أحزاب سياسية كحركة نداء تونس وحركة مشروع تونس والبديل التونسي ومنظمات وطنية كالاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري والاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير وشخصيات مستقلة على غرار المدرب الوطني فوزي البنزرتي والنائب بمجلس نواب الشعب عن ولاية المنستير جلال غديرة.