لا تزال قضية اصطدام باخرة تونسة “أوليس” بالباخرة القبرصية “فيريجينيا” تثير الجدل، خاصة بعد فتح الصندوق الأسود والذي يحتوي على كل المعطيات التي تسببت في حادث الاصطدام إضافة إلى قرار محاكمة طاقم الباخرة الذي أثبتت تصريحات رسمية تقصيرهم في عملهم. من جهته، أكّد سامي بطيخ رئيس مدير عام ديوان البحرية التجارية، وجود خطأ بشري في حادث اصطدام الباخرة التونسية أوليس والباخرة القبرصية فيريجينيا. وأوضح سامي بطيخ أن الصندوق الأسود الموجود بغرفة القيادة أثبت أن ضابطا كان موجودا داخل غرفة قيادة الباخرة التونسية لكنه لم يتخذ أي إجراء لتفادي وقوع الحادث. وأبرز بطيخ أن ربان الباخرة القبرصية أيضا لم يقم بإعلام الباخرة التونسية، معتبرا أن الخطأ جماعي بين الباخرتين والوحدة المكلفة بمراقبة الملاحة البحرية. وأكّد رئيس مدير عام ديوان البحرية التجارية، مقاضاة طاقم الباخرة التونسية أوليس وطاقم الباخرة القبرصية فرجينيا وكل من سيكشف عنه البحث مبيّنا أن محققين فرنسيين سيصلان اليوم إلى تونس للمساهمة في التحقيق الذي يجريه محققون تونسيون في انتظار وصول محققين من قبرص للمشاركة في التحقيق. وبين المسؤول في ديوان البحرية التونسية أن نتائج التحقيق ستكون جاهزة يوم الجمعة المقبل وسيتم تقديمها إلى المحكمة. من جهته،قال وزير النقل رضوان عيارة في تصريح إذاعي، صباح اليوم الثلاثاء 16 أكتوبر 2018 إنّ المعطيات الفنية الجاري تحليلها انطلاقا من الصندوق الخاص بالسفينة ”اوليس” التابعة للشركة التونسية للملاحة تشير الى “وجود خطأ بشري واضح”. وأكّد عيارة في هذا الصدد وجود ضابط في غرفة القيادة يبدو أنه لم يقم بأي اجراء لتفادي الاصطدام بالسفينة القبرصية. وتساءل عيّارة عن اقتصار تواصل السلطات المينائية الفرنسية مع طاقم السفينة ”اوليس” لمرة واحدة (قبل الحادث باربعين دقيقة) وعدم وجود اي تواصل آخر لاحقا. كما تساءل عن عدم قيام السفينة القبرصية بأي اجراء لتفادي الاصطدام. وأشار إلى أنّ المعطيات الاولية الثابتة ستتضح خلال الايام القادمة في اطار لجنة التحقيق المشتركة التونسية الفرنسية القبرصية التي ستعطي صورة واقعية عن ملابسات الحادثة، حسب تصريحه.