أدى الإمام بشير بن حسن صلاة الغائب ترحما على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وبعد 18 يوما من اختفاء خاشقجي داخل سفارة بلاده في إسطنبول، اعترفت السعودية أخيرا بمقتله بسبب ما قالت إنه شجار واشتباك بالأيدي اندلع بينه وبين أشخاص قابلوه في القنصلية، مما أدى إلى وفاته. وتضيف الرواية التي تأخرت كثيرا أنه "لم تصدر أوامر بقتل خاشقجي أو خطفه"، ولكن هناك أمر دائم من رئاسة المخابرات بإعادة المعارضين إلى المملكة، بيد أن الأوامر "فُسّرت بشكل عنيف"، وأن التعليمات التالية "كانت غير محددة بشكل أكبر"، مما أدى إلى وفاة خاشقجي ومحاولة التستر على مقتله. وبقطع النظر عن كون الاعتراف بمقتل خاشقجي داخل القنصلية بعد أسبوعين من الإنكار يضعف في حد ذاته الرواية الرسمية السعودية، تظل هناك تساؤلات هامة من شأنها أن تزيد من توسيع دائرة رفض هذه الرواية التي يبدو أنها لم تلق آذانا صاغية إلا لدى ترامب والذباب الإلكتروني. فدخول 15 سعوديا يتحملون وظائف أمنية واستخباراتية سامية جاؤوا في طائرات خاصة إلى القنصلية قبل قدوم خاشقجي، وغادروا في نفس اليوم بعد مقتله؛ يجعل من الصعب الحديث عن وفاة الصحفي عرضيا خلال شجار عادي مع أشخاص في القنصلية كما تقول الرواية الرسمية. ويقول الناشطون والمراقبون إن وفاة شخص أثناء عراك داخل مبنى القنصلية يتطلب في الحالات العادية طلب الإسعاف والاستنجاد بأمن القنصلية لفض الاشتباك وهو ما لم يتم في حالة خاشقجي، فلماذا تطلّب الأمر 18 يوما للإعلان عن وقوع ضحية نتيجة شجار كان يمكن أن يُعلن عنه في وقتها ويمر الأمر بشكل عادي؟ ويضيفون أن مقتل شخص في عراك بمقر سيادي لا يستدعي عادة إقالة شخصيات وازنة في مجالي الإعلام والمخابرات على غرار أحمد عسيري الرجل الثاني بجهاز المخابرات، وسعود القحطاني المستشار المقرب لابن سلمان ومهندس السياسة الإعلامية للمملكة في عهده. صلاة الجنازة على المرحوم والشهيد بإذن الله جمال خاشقجي وليذهب الطغاة الى الجحيم Publiée par Bechir Ben Hassen sur Samedi 20 octobre 2018