قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن السلطات السعودية دبرت “أسوأ تستر على الإطلاق” فيما يتعلق بقتل الصحافي جمال خاشقجي في الثاني من هذا الشهر. جاء هذا التصريح في الوقت الذي تعهدت فيه الولاياتالمتحدة بإلغاء تأشيرات دخول بعض من يعتقد أنهم مسؤولون عن الحادث. ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلوك السعودية في قضية مقتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي بأنه “أسوأ تستر على الإطلاق”. وتحدث ترامب بعد ساعات من رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محاولات الرياض تحميل مسؤولية قتل خاشقجي لضباط مارقين وحثها على “الكشف عن كافة المتورطين في هذه القضية من أسفل السلم إلى أعلاه”. وتسبب مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في الثاني من أكتوبر بغضب عالمي وأثار تساؤلات بشأن الدور المحتمل لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية والذي يسيطر بحزم على أجهزة الأمن بالمملكة. ويعتقد مسؤولون أتراك أن خاشقجي قُتل عمدا داخل القنصلية وتم تقطيع أوصاله على يد فريق من السعوديين. وقال ترامب إن قتل الصحافي وما تلاه من تستر من جانب السعودية كان “فشلا ذريعا”. وأضاف للصحافيين “ما كان ينبغي أبدا أن يحدث قتل أو تستر عليه، لأنه ما كان ينبغي حدوثه أبدا”. وأضاف أنه تحدث يوم الاثنين إلى ولي العهد السعودي الذي نفى أي علاقة له بمقتل خاشقجي. وفي وقت سابق قال الرئيس الأمريكي إن المسؤولين السعوديين تعاملوا مع قضية خاشقجي بطريقة سيئة. وقال للصحافيين في البيت الأبيض “صفقة سيئة، ما كان ينبغي التفكير فيها أبدا. ارتكب شخص ما خطأ. ودبروا أسوأ عملية تستر على الإطلاق”. ولم يعلن ترامب رأيه حول من المسؤول النهائي. لكن وزير الخارجية مايك بومبيو قال إن الولاياتالمتحدة حددت بعض المسؤولين السعوديين الذين تعتقد أنهم ضالعون في قتل خاشقجي وإنها ستتخذ إجراءات مناسبة منها إلغاء تأشيرات دخول إلى الولاياتالمتحدة. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه سيتم إلغاء تأشيرات دخول 21 سعوديا إلى الولاياتالمتحدة أو سيكونون غير مؤهلين للحصول على تأشيرات بسبب مقتل خاشقجي. وقال مسؤول في الوزارة إن الغالبية العظمى من هؤلاء يملكون تأشيرات أمريكية. وقال بومبيو “تلك العقوبات لن تكون كلمة الولاياتالمتحدة الأخيرة بشأن القضية”. ولم ترد السفارة السعودية في واشنطن على طلب للتعليق بشأن الإجراءات الأمريكية. ونفت الرياض في بادئ الأمر أي علم لها بمصير خاشقجي ثم أعلنت عن مقتله في شجار داخل القنصلية. وأبدى العديد من الحكومات الغربية تشككا في الرواية السعودية مما أدى إلى توتر العلاقات مع أكبر مصدر للنفط في العالم. وغيرت السعودية بعد ذلك بعض أجزاء روايتها الرسمية بشأن وفاة خاشقجي مما زاد من القلق الدولي. أردوغان يتوعد لم يذكر أردوغان الأمير محمد الذي يشتبه بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي بأنه من أصدر الأمر بالقتل. وقال في كلمة أمام البرلمان “لقد اتخذت الإدارة السعودية بالفعل خطوة مهمة بإقرار حدوث القتل. ونحن من الآن فصاعدا نطالبها بالسعي إلى الكشف عن كافة المتورطين في هذه القضية من أسفل السلم إلى أعلاه وبتطبيق العقاب اللازم أمام القانون”. وتقول مصادر تركية إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا قيل إنه يوثق مقتل خاشقجي (59 عاما) داخل القنصلية. ولم يشر أردوغان في كلمته إلى أي تسجيل صوتي. وخلص اجتماع لمجلس الوزراء السعودي رأسه الملك سلمان إلى أن الرياض ستحاسب المسؤولين عن هذه الجريمة ومن تقاعسوا عن القيام بواجباتهم أيا كانوا. وقالت محطة (سي.إن.إن ترك) إن محققين أتراكا فتشوا سيارة تابعة للقنصلية السعودية في إسطنبول كان بها حقيبتان وأشياء أخرى. ولم يعرف ما الذي كان بالحقيبتين. “جريمة وحشية“ صرح ترامب أنه سيعمل مع الكونغرس الأمريكي لتحديد رد الولاياتالمتحدة على قضية خاشقجي، قائلا “فيما يتعلق بما سنفعله في نهاية الأمر، سأتركه إلى حد بعيد للكونجرس بالاشتراك معي” وأضاف أنه سيود الحصول على توصية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وقالت أربعة مصادر مطلعة لرويترز يوم الثلاثاء إن جينا هاسبل مديرة المخابرات المركزية الأمريكية، التي تزور تركيا للمساعدة في التحقيق في مقتل الصحافي السعودي، طلبت الاستماع إلى تسجيل صوتي مزعوم يوثق تعذيبه ومقتله. وانسحبت حكومات غربية ورؤساء تنفيذيون لشركات من مؤتمر استثماري بارز بدأ أمس في السعودية بسبب قضية خاشقجي. وقال أردوغان إن القتل جرى التخطيط له عندما ذهب خاشقجي للمرة الأولى للقنصلية السعودية في إسطنبول يوم 28 سبتمبر للحصول على وثائق لازمة لزواجه. وأبلغه مسؤولو القنصلية بأن يعود لاحقا للحصول على تلك الوثائق. وأضاف الرئيس التركي أنه قبل يوم من وفاة خاشقجي، وصل ضباط من الخارج وبدأوا استطلاع مواقع منها غابة بلجراد قرب إسطنبول ومدينة يالوا إلى الجنوب منها. وذكرت رويترز أن الشرطة فتشت المنطقتين بحثا عن دليل يقود إلى رفات خاشقجي. وتابع أردوغان أن القرص الصلب الخاص بشبكة الكاميرات في القنصلية أزيل في يوم وصول خاشقجي لموعده قبل أن يقتل لاحقا. وقال “التستر على جريمة قتل وحشية كهذه سيضر بالضمير الإنساني. ونحن نتوقع نفس الشعور بدقة الوضع من كل الأطراف وخصوص قيادة المملكة العربية السعودية”. وأضاف “لدينا دلائل قوية على أن عملية القتل كانت نتيجة عملية مخطط لها وليست تطورا عفويا”.