جرت العادة الديبلوماسيّة على زيارة السّفارات في مناسبات رسميّة كأعيادهم أولى عند استدعائهم لإحياء ذكرى ما، لكنّ زيارة قيادات نداء تونس الأخيرة إلى سفارة السّعوديّة لم تندرج في السّياق المعتاد مما أحدث انتقادات واسعة، وأثار جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي. ووسط صمت النّداء عن الردّ والتوضيح، فقد اعتبر بعض المحلّلين والسياسيّين، أنّ الزيارة تندرج في سياق التّسويق لتوتر العلاقات التونسية السعودية، إثر ادانة رئيس حركة النّهضة راشد النوشي لعمليّة اغتيال الصّحفي جمال خاشقجي، واعتبر الغنوشي أنّه في اغتيال خاشقجي تعدٍّ على الأقلام الحرّة. وتعددت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها ما قاله القيادي المستقيل من حزب حراك تونس الإرادة طارق الكحلاوي كون “حزب السبسي وابنه يستنجدان بدولة أجنبية في سياق صراع سياسي داخلي”. واعتبر الكحلاوي، أنّ ما يحصل يدلّ على حالة انحطاط من خلال “التشكي لسفير دولة أجنبية والوشاية بخصم سياسي”. وكتب الصحفي خليل الكلاعي على حسابه على فيسبوك “العالم يدير ظهره للسعوديّة ويقاطعها ويشير إليها بالبنان كدولة مجرمة، في المقابل حافظ والرياحي وطوبال ذهبوا يزورون سفارتها في تونس، سيحفظ التاريخ ذلك”. ويبدو تصريح راشد الغنوشي لوكالة الأناضول أمس ردّا على امكانيّة تحريض المملكة السعوديّة على حركة النّهضة، حيث كشف الغنوشي أنّه “يأسف لتحريف بعض الأطراف كلامه بهدف بث الفتنة بينه وبين رئاسة الجمهورية، وبين الحركة والمملكة العربية السعودية، معتبرا ذلك أمرا غير مسؤول وغير أخلاقي ولا أفق له”. في المقابل، قام رئيس الحكومة يوسف الشّاهد، يوم أمس بزيارة السّفارة الجزائريّة، للمشاركة في الاحتفال بالذّكرى 64 لإندلاع الثورة الجزائريّة. وألقى الشّاهد كلمة بمناسبة الاحتفال أكّد فيها على أهميّة التعاون والتنسيق بين تونس والجزائر في المجالين الأمني والعسكري، في اطار تكثيف جهود البلدين لمكافحة الارهاب، وحفّز الشّاهد على مواصلة الجهود المشتركة بين البلدين ومواصلة تنمية المناطق الحدوديّة بين البلدين. وأكد الشّاهد في ذات الصدد، الحرص على “العمل سويا مع الأشقاء الجزائريين من أجل مواصلة أواصر الأخوة والتعاون للارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى "مستويات أرفع من الشراكة الاستراتيجية لتحقيق طموحات الشعبين الشقيقين”. وقد حضر حفل الاستقبال بمناسبة احياء ذكرى الثورة الجزائرية، رئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر، ورئيس الجمهورية الأسبق، فؤاد المبزّع، والممثل الخاص لرئيس الجمهورية، لزهر القروي الشابّي، وعدد من رؤساء الأحزاب واعضاء البرلمان ووزراء سابقين و دبلوماسيين ورؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدين في تونس. ويجدر بالذّكر، أنّ رئيس الحكومة يوسف الشّاهد لم يتعوّد حضور ذكرى الاحتفال بعيد الثورة الجزائريّة، بينما تعوّدت قيادات نداء تونس على الحضور وعدم تفويت الفرصة، على عكس هذه المرّة، حيث لم نسجّل حضور القيادات التي زارت السفارة السعوديّة دون سبب، اليومين الماضيين.