” قادمون على معركة حقيقة” بهذه الكلمات الحامية استهلّ الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي السنة الدراسية ، ما يُنبئ باحتمالية تكرار سيناريو السنة الماضية و ما ترتب عنها من عواقب تحمّل تكلفتها التلميذ و المُدرّس على حدّ سواء. و بقرار مقاطعة امتحانات الثلاثي الأول، أطلق لسعد اليعقوبي صافرة البداية جاعلا من المدارس و المعاهد الابتدائية ساعات لمعاركه و من التلاميذ و أولياءهم ذخيرة و أسلحة، ما دفع بالمركزية النقابية للتدخل وضع حدّ للاندفاع المُفرط للسعد اليعقوبي . و من هنا دخلت المركزية النقابية لاتحاد الشغل ممثلة في سلطة نور الدين الطبوبي في مُواجهة مع الهيئة الادارية القطاعية لنقابة التعليم الثانوي مُمثلة في شخص سعد اليعقوبي ، فكانت حربا عاصفة، أظهرت تصدّعا صلب المنظمة الشغيلة ، بل تمردا على النقابة الأم برعاية لسعد اليعقوبي . من جهة أخرى، تجد الحكومة ووزارة التربية صعوبة في التعاطي مع مطالب الثانوي وخاصة المطلب المادي ،حيث تؤكّد وزارة التربية ان البتّ في مطلب مضاعفة قيمة المنحة الخصوصية وإدراجها تحت عنوان منحة مشقة المهنة يعود إلى رئاسة الحكومة التي ترى ان الانعكاس المالي لمضاعفة المنحة الخصوصية يقدر ب 285 مليون دينار سنويا،وهو مبلغ شاقّ على ميزانية الدولة. بيد أن هذه المبررات لم تنل استحسان كاتب نقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي الذي جعل من مقاطعة الامتحانات ورقة ضغط يحني بها ظهر الحكومة ،إلى أن تدخلت المركزية النقابية على خط المصلحة الوطنية و مصلحة التلميذ، مُعربة عن رفضها لما دعت إليه الجامعة من تصعيد و تهديد ووعيد. وعبر المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل عن رفضه مقاطعة امتحانات الثلاثي الأوّل (الأسبوع المفتوح والأسبوع المغلق) التي دعت إليها الجامعة العامة للتعليم الثانوي. ودعا المكتب بعد اجتماعه أمس الخميس 7 نوفمبر 2018 بدار الاتحاد برئاسة الأمين العام نورالدين الطبوبي المدرّسات والمدرّسين إلى إنجاح السنة الدراسية والامتحانات في مواعيدها، مؤكدا مساندته المطلقة لمطالب المربين ودعمه لكلّ الأشكال النضالية التي لا تمسّ من ثوابت الاتحاد ومبادئه. وجدّد الاتحاد موقفه المتمثّل في عدم تبنيه لأشكال نضال تمسّ بمصلحة أبناء الشعب، حسب نصّ البلاغ. و أمام سياسة التهدئة التي طرحتها المركزية النقابية لم تشأ جامعة التعليم الثانوي التنازل لتواصل سياسة التصعيد و التمرد على المركزية الأم ، وفي تعليقه عن بيان الاتحاد أكد الكاتب العام المساعد لجامعة الثانوي أن المدرسين ماضون في قرار الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الثانوي والتي قضت بمقاطعة المدرسين لامتحانات الثلاثي الأول من السنة الدراسية. وأقر ادريس في حديث ل”الصباح نيوز” أن قطاع التعليم الثانوي متعود على طبيعة الاختلافات بينه وبين موقف المركزية النقابية ومنذ عقود، وأن اختلاف الرؤى يمكن أن يحل في أطرها وفي أطر التشاور بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي والمركزية النقابية. كما أكد أن المكتب التنفيذي للجامعة العامة للتعليم الثانوي ستجتمع اليوم للحديث حول بيان المركزية النقابية الرافض لقرارات الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الثانوي.وأشار ادريس إلى أن الجامعة العامة للتعليم الثانوي مارست كل أشكال المفاوضات والنضالات السنة الفارطة، وأن مطالب المدرسين مضى عليها سنة وهي مطروحة.