سجّل المعهد الوطني للرصد الجوّي خلال شهر نوفمبر الفارط 9 رجّات أرضيّة إضافة إلى 3 رجّات خلال شهر ديسبمر الجاري. ولعلّ أعلى درجة تم تسجيلها يوم 1 ديسمبر على الساعة 20.51 بجنوب غرب حاسي الفريد والتي بلغت قوتها 3.58 درجة على سلم رشتر تليها رجة تم تسجيلها ليلة أمس بجنوب الرديّف وبلغت قوّتها 3.8%. وأكد الخبير البيئي طيب رمضان ل”الشاهد” أن تواتر الرجات الأرضيّة يعزى إلى التغيّرات المناخيّة باعتبار وجود ظواهر جديدة على مستوى العالم ” أعاصير مدمّرة وأمطار طوفانيّة” تؤثر في تصرّف الأرض، مشيرا إلى أن تونس بعيدة كل البعد عن خط الزلازل. ومن جانبه أكد المدير السابق للوكالة الوطنية للمحيط والخبير في مجال البيئة والتنمية المستدامة صالح حسيني ل”الشّاهد” أن الرجات الأرضية والتي تمثّل زلزالا بدرجة ضعيفة قوّتها محدودة جدّا تكاد تكون شبه يوميّة على مستوى كوكب الأرض، مشيرا إلى أنها لا تكتسي أهميّة وأنه يتم تسجيلها نظرا للتكنولوجيات المتطوّرة في الجيوفيزياء خاصّة على مستوى البلدان المتقدّمة وأن المعهد الوطني للرصد الجوّي على علاقة بهذه المعاهد العالميّة. وذكّر الحسيني بأن تونس سجّلت في السنوات الأخيرة بخليج قابس والوسط الشرقي رجّات أرضيّة تتراوح شدّتها بين 2 و3،5 درجات وبأن تأثيراتها محدودة، مشيرا إلى أن القانون التونسي على مستوى البنايات لا يأخذ بعين الاعتبار الزلازل، خلافا للبلدان الأخرى التي تشهد نشاطا زلزاليا كبيرا، على غرار اليابان وجنوب غرب أمريكا وجنوب إيطاليا. وأضاف المتحدّث أن تونس لم تشهد على مر التاريخ المعاصر زلزالا مدمّرا وأن سببين رئيسيين في تواتر الرجات وكثافتها، الأول هو الطبيعة باعتبار أن الأرض غير مستقرّة تماما وحركتها تختلف من منطقة إلى أخرى، والثاني هو الأنشطة البشرية “النفطيّة” في مرحلة البحث عن “المحروقات” وفي التجارب الجيوفيزيائية والأنشطة المنجميّة والمقطعيّة التي تحدث ذبذبات لكن تأثيرها يبقى محليّا “بعض الكيلومترات”. وأفاد الخبير البيئي كذلك بأن استغلال غاز “الشيست” يمكن أن يتسبّب في بعض الرجّات المحدودة التي مسافاتها محدودة عن موقع استعمال هذه الآبار، مشيرا إلى أن العلوم والتكنولوجيا الحديثة تسمح بالتمييز بين مصادر الزلزال طبيعيّة كانت أو بشريّة لكن لا يمكن التكهّن بحدوث زلازل. وأكّد الحسيني على أن المعهد الوطني للرصد الجوّي في وضعيّة مناسبة ليحلّل مصادر الرجات لكنها مبدئيا طبيعيّة ولا تكتسي أي خطور