دخلت الأزمة بين الحكومة والهيئة الوطنية للمحامين فصلا جديدا من الصراع بسبب قانون الميزانية لسنة 2019 بعد أزمة شديدة العام الفارط بسبب ما أسماه المحامون آنذاك بالضرائب المشطّة. وينفّذ المحامون منذ أيام مجموعة من التحركات بسبب رفع السرّ المهني والذي يعتبره المحامي اهم مبدأ للمحامي وتجمّع صباح اليوم عشرات المحامين أمام قصر العدالة في العاصمة اليوم الخميس 13 ديسمبر 2018، قبل التوجّه إلى ساحة الحكومة بالقصبة في مسيرة مندّدة بتوظيف أداءات جديدة على المهن الحرة، وإلزامية رفع السر المهني بطلب من مصالح الجباية. وطلب رئيس الهيئة الوطنية للمحامين عامر المحرزي من رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، ممارسة صلاحياته الدستورية بإعادة قانون المالية الى مجلس نواب الشعب وعدم ختمه، وفق ما صرح به أثر لقائه اليوم الخميس برئيس الجمهورية بقصر قرطاج. وقال المحرزي وفق فيديو بثته رئاسة الجمهورية على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك ” طلبت من رئيس الجمهورية الطعن في دستورية قانون المالية، باعتبار أن القانون فيه حيف كبير وخرق للقانون الخاص بمهنة المحاماة”. كما أفادت دائرة الاتصال والاعلام برئاسة الجمهورية في بلاغ لها، بأن اللقاء استعرض مشاغل القطاع وأساسا رفض الهيئة الوطنيّة للمحامين للفصل 34 من قانون المالية لسنة 2019 والمتعلق برفع السر المهني للمحامي. وكان رئيس الجمهورية قد أكد حرصه على تكريس حرية مهنة المحاماة وإستقلاليتها التي يكفلها الدستور، وتمكين المحامي من القيام بواجبه على أحسن وجه، وتوفير الحصانة له والمحافظة على السر المهني، تحقيقا للعدالة وصيانة لحقوق المواطنين ، وذلك خلال احتفالية اقامها امس المعهد الأعلى للمحاماة بتونس بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسه. ونظمت الهيئة الوطنية للمحامين اليوم مسيرة احتجاجية بالعاصمة بالزي الرسمي، تحت شعار “السر المهني خط أحمر”، وكونت لجنة قانونية للطعن بعدم دستورية الأحكام الواردة بقانون المالية لسنة 2019 والمتعلقة برفع السر المهنى للمحامى، والذى صادق عليه مجلس النواب يوم الاثنين الماضى. وكان وزير المالية رضا شلغوم قد نفى لموزاييك رفع السر المهني في علاقة بنشاط المحامين، موضحا أن ما تم رفعه وفق الاجراء الوارد في قانون المالية لسنة 2019 يشمل الأنشطة الأخرى الخارجة عن المهنة الأصلية، ”وفق المعمول به دوليا”، حسب تعبيره.