تزايدت المخاوفُ في تونس من تأجيل انتخابات 2019 بعد الشغور الذي حصل على رأس هيئة الانتخابات باستقالة محمد التليلي المنصري، وتعطّل انتخاب معوّض له.. مخاوف يعزّزها التوتر الذي تشهده الساحة السياسية والاجتماعية بسبب الصراعات التي أفقدت الحزب الحاكم نداء تونس توازنه الداخلي وتأثيره في القرار الحكومي والبرلماني، إضافة إلى التجاذبات التي ميّزت العلاقة بين قصري الحكومة بالقصبة والرئاسة بقرطاج. وأظهرت تطورات المشهد أنّ هناك بعض القوى السياسية غير قادرة بحالتها الراهنة على دخول الانتخابات، وقد تمثل نتائج الاستحقاقات المقبلة في موفى 2019 إعلانا عن انهيارها السريع. ولذلك بادر كثير من المعلقين إلى اعتبار أنّ التحرّكات الخارجية التي يقُودها أكثر من طرف نقابي وسياسي، ومؤشرات التّصعيد منذ أسابيع، علامات على مساع لعرقلة المسار الانتخابي، وقد يكون تعطيل انتخاب رئيس هيئة الانتخابات وتجديد ثلث أعضاء مكتبها، إحدى الخطوات في هذا الاتجاه. وقد كثرت التخمينات في عديد الأوساط السياسية والإعلامية حول وجود قرار “مبيّت” بتأجيل انتخابات 2019، يكون إحداث حالة من الفوضى السياسية وفي الشارع، إحدى ممهدات التسليم به. ويرى المتابعون للشأن السياسي أن هناك أحزابًا تُولي لهذه الانتخابات اعتبارا استثنائيا، خاصة تلك المرشحة أكثر من غيرها للفوز بهذا الاستحقاق، فيما يميل آخرون إلى مقترح التأجيل، بتعلات كثيرة، تخفي عدم استعداداهم لخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية، إمّا لإشكال داخلي أو لعدم قدرتهم على الدخول في منافسة نزيهة ستنتهي بخسارتهم. ولم يستبعد النائب عن كتلة النهضة أسامة الصغير ما اعتبره تعمّد عرقلة انتخاب رئيس للهيئة، كاشفًا في تصريح خصّ به موقع “للشاهد “وجود اطرف تسعى إلى تعطيل النقاشات حول انتخاب رئيس للهيئة من أجل تعطيل الانتخابات، لأنّها غير جاهزة لها، على حدّ قوله. وأفاد الصغير أن التبريرات التي يُقدّمها البعض في ما يتعلّق بتأجيل انتخاب رئيس لهيئة الانتخابات “غير جديّة”. وأشار عضو مكتب مجلس نواب الشعب أسامة الصغير إلى أنّ مكتب المجلس عيّن جلسة عامة ليوم 21 ديسمبر الجاري للنقاش حول انتخاب رئيس للهيئة العليا للانتخابات وانتخاب ثلاثة أعضاء جدد للهيئة في إطار تجديد الثلث. من جانبه شدّد النائب عن كتلة الائتلاف الوطني جلال غديرة على ضرورة حضور النواب بكثافة والحشد لإنهاء ملف انتخاب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، مذكرا بأن انتخاب رئيس الهيئة يتطلب 109 أصوات . ودعا غديرة في تصريح “للشارع المغاربي” رؤساء الكتل الى التوافق حول ملف انتخاب رئيس هيئة الانتخابات وانتخاب 3 أعضاء وانهاء الملف الذي قال إنه ظل معلقا لمدة طويلة. وكان البرلمان قد فشل في عديد المناسبات في التوافق حول انتخاب رئيس هيئة الانتخابات، إذ طالبت كتل بانتخاب الرئيس ثم انتخاب 3 أعضاء فيما طالبت كتل أخرى بانتخاب 3 أعضاء ثم انتخاب الرئيس.