كلما اقتربت تونس من استحقاق انتخابي إلاّ وطفت على السطح مساع ودعوات لتأجيل الانتخابات في محاولة لتكدير الوضع السياسي والاجتماعي في تونس وهو ما دفع بالمراقبين للتساؤل حول طبيعة المسار وعن مستقبل البلاد في ظل عودة مناخ متشنج وحرص أطراف خارجية على بسط نفوذها وفعل ما يمكن فعله لتعكير الأجواء، عبر تعطيل الانتخابات والعصف بالاستقرار السياسي وأخيرا العمل على تغيير النظام السياسي و إرجاع الحكم ليد الشخص الواحد ، على طريقة الأنظمة الاستبداديّة . البرلمان يؤجل انتخاب رئيس للهيئة أعلن رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر، أمس الأربعاء، عن تأجيل انتخاب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى يوم الإثنين القادم. وأوضح محمد الناصر، قبل رفع الجلسة العامة المخصصة لسد الشغور بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أنه تم الاتفاق على مقترح نواب بأن يتم انتخاب رئيس هيئة الانتخابات يوم الاثنين المقبل على أن يتم عرض هذا المقترح على اجتماع مكتب المجلس يوم الجمعة المقبل، مشيرا إلى أن تفاصيل جلسة يوم الاثنين، سيتم الإعلان عنها لاحقا. سياسون يحذرون أكد النائب عن الكتلة الديمقراطية بالبرلمان غازي الشواشي أنه تم إلغاء الجلسة العامّة لحسم ملف هيئة الانتخابات دون اعلام مكتب المجلس. وأضاف الشواشي في تصريح للشاهد، اليوم الخميس، أن البرلمان يتّجه نحو تعميق الازمة في هيئة الانتخابات ما من شأنه أن يعطل المسار الانتخابي لسنة 2019، واعتبر أن الانتخابات مهددة بصفة جدية بالتأجيل لأنه على الهيئة أن تبدأ في الاعداد للانتخابات قبل سنة في حين أن 3 ملايين تونسي غير مسجلين في قائمة الناخبين. وبدوره لم يستبعد النائب عن كتلة النهضة أسامة صغير ما اعتبره تعمّد عرقلة انتخاب رئيس للهيئة ، كاشفًا في تصريح خصّ به موقع “للشاهد “وجود أطرف تسعى إلى تعطيل النقاشات حول انتخاب رئيس للهيئة من أجل تعطيل الانتخابات، لأنّها غير جاهزة لها. على حدّ قوله. وأفاد الصغير أن التبريرات التي يُقدّمها البعض في ما يتعلّق بتأجيل انتخاب رئيس لهيئة الانتخابات “غير جديّة”. مؤسسة الرئاسة تدفع إلى التأجيل قالت مجلة “جون أفريك”، القريبة من صانعي القرار في تونس، إن أطرافاً داخل مؤسسة الرئاسة تدفع باتجاه تأجيل الانتخابات لسنة 2021 إلى حين استكمال تنصيب المؤسسات الدستورية وضمان الاستقرار التام في البلاد. وأضافت المجلة أنه في ظل تراجع فاعلية حزب نداء تونس في الانتخابات البلدية، وأمام المصاعب التي يواجهها نجله حافظ الذي يتولى الإدارة التنفيذية للحزب، لا يجد الرئيس التونسي خياراً مناسباً سوى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكّرة. لا سبيل لتأجيل الانتخابات دعا محمد التليلي المنصري الرئيس المستقيل من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إلى النأي بالهيئة عن التجاذبات السياسية، قائلا: “الهيئة خط أحمر ومن يتعلّل بأنّها غير جاهزة لموعد الانتخابات فهو غير صحيح”. واستغرب المنصري لدى حضوره اليوم في تصريح لإذاعة “موزاييك” من تأجيل مجلس نواب الشعب جلسة انتخاب رئيس الهيئة واستكمال تركيبتها بانتخاب 3 أعضاء آخرين التي كانت مُقرّرة ليوم غد الجمعة 21 ديسمبر، متابعا: “تفصلنا 10 أشهر فقط عن محطة انتخابية مفصلية ومن غير المقبول أنه لم تستقرّ إلى غاية الآن التركيبة النهائية للهيئة”. وأكّد المتحدث أن فرضية تأجيل الانتخابات غير مطروحة داخل الهيئة وأنه يجب الفصل نهائيا في تركيبتها في أوّل جلسة عامة"، متوجها إلى البرلمان بالقول "لن أكون على رأس الهيئة خلال الانتخابات القادمة مهما كانت الأوضاع". وشدّد على أنه بإمكان المجلس البت في هذا الملف إذا تمت التوافقات واذا حضرت الإرادة وعلى أنه يمكن استكمال تركيبة الهيئة في جلسة واحدة، وفق تقديره