طفت مسألة إعادة العلاقات التونسية السورية على ساحة الأحداث بعد تداول أخبار مفادها أن رئيس سوريا يعتزم زيارة تونس في القريب العاجل ، بمناسبة احتضان تونس للقمّة العربية . و إن لم يحظى الخبر بتأكيد من رئاسة الجمهورية ، إلا ان أوساطا مقربة من الرئيس الباجي قائد السبسي لم تستبعد الامر رغم نفي وزير الخارجية خميس الجهيناوي لذلك. و يلاقي مُقترح زيارة بشار الاسد لتونس رفضا شعبيا كبيرا نتيجة مواصلة النظام استخدام القوة المفرطة ضد معارضيه و ضد الشعب ، وهي الأسباب التي أدت إلى قطع تلك العلاقات من قبل الرئيس السابق المنصف المرزوقي سنة 2012. وكانت مصادر بالرئاسة قد أكدت، هذا الأسبوع، أن الرئيس التونسي يجري مشاورات خلال القمة الاقتصادية في لبنان، بشأن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى القمة العربية المقرر عقدها في تونس، مارس، غير أن وزير الخارجية خميس الجهيناوي، نفى ذلك مُؤكدا أن تونس لم ترسل دعوات رسمية حدّ هذه اللحظة لحضور القمة سوى للسعودية والإمارات. وأكد وزير الخارجية الجهيناوي أن اتخاذ قرار حول سوريا قد يتم بعد اجتماع الرؤساء العرب في القمة المقبلة، موضحا: “الجامع العربية هي من يقرر استدعاء الرئيس السوري من عدمه، وليست تونس”. و أفاد موقع “روسيا اليوم”، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، نفيه للأنباء المتداولة حول زيارة نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إلى تونس خلال أيام. ونقل الموقع عن المصدر قوله: “هم من يأتون إلينا ولسنا نحن من نذهب إليهم”. و كانت وسائل إعلام عربية وغربية قد تداولت، الاثنين الماضي، أخبارا مفادها بأن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يعتزم دعوة بشار الأسد ،وقال مصدر مقرب من الرئاسة : “يعتزم السبسي إجراء مشاورات خلال القمة الاقتصادية في بيروت بشأن دعوة الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى القمة العربية في تونس مارس المقبل، كما يجري التنسيق بين عدد من الدول العربية بينها تونس والجزائر لتقديم مقترح لرفع التجميد عن سوريا. و يرى مراقبون أن هذه المسألة طفت على ساحة الاحداث بعد دخول متغيرات على صعيد العلاقات العربية السورية إثر زيارة قام بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق الاحد الماضي في أول زيارة لرئيس عربي إلي سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية في سنة 2011. و يُتّهم الرئيس السوري بشار الأسد بقمع و تعذيب شعبه و تنفيذ إعدامات جماعية سرية و استخدام الكيماوي و البراميل المتفجرة في ابادة الشعب السوري ، وهو ما دفع ب60 بالمائة من سكان سوريا للهروب ليعيشوا معاناة من نوع آخر في بعض دول اللجوء .