أصبح الإضراب اللغة السائدة في جميع المجالات، والوسيلة الأنجع لنيل المطالب بعد الثورة حتى أنه لم يستثن الرياضيين وخاصة الرياضات الجماعية. فقد شهدت أغلب الأندية بعد الثورة، والاستثناء الوحيد هنا يبقى الترجي الرياضي، عديد الإضرابات التي شنها اللاعبون للمطالبة بمستحقاتهم المالية التي أصبحت تتأخر لأكثر من ثلاثة أشهر بسبب تدهور إمكانيات الأندية في ظل غياب مداخيل قارة وتراجع قيمة الدعم مقابل ارتفاع غير مسبوق في المصاريف وخاصة المتعلقة بجرايات اللاعبين التي عرفت ارتفاعا كبيرا في السنوات القليلة الماضية وابرام صفقات خيالية. أول الفرق التي عاشت الإضراب كان فريق قوافل قفصة عندما كان ينشط في الرابطة المحترفة الأولى حيث قاطع لاعبوه إبان الثورة التمارين، وهددوا بمقاطعة المباريات كوسيلة للضغط على الهيئة المديرة للحصول على مستحقاتهم. وعلى منوال لاعبي قفصة نسج آنداك لاعبو الملعب التونسي ومستقبل قابس وأيضا النادي الصفاقسي. وفي 2012 توسعت دائرة الإضرابات لتشمل فريق النجم الساحلي الذي أضرب لاعبوه في عهد حافظ حميد للحصول على مستحقاتهم فيما اعتبرت حميّد ان الإضراب يهدف لإسقاط هيئته. النادي الإفريقي عاش بدوره هذه الظاهرة حيث أضرب لاعبوه في عهد سليم الرياحي في 2016 و2017 وأيضا في عهد الهيئة التسييرية وبالتحديد يوم 24 أفريل 2018، والغاية كانت دائما الضغط من أجل الحصول على المستحقات. عادة في قفصة الإضراب أصبح عادة سنوية في بعض الفرق، فكلما عجزت الهيئات المديرة عن تسديد المستحقات وتأخرت الأجور لثلاثة أشهر أو أكثر يشن اللاعبون اضراب عن التمارين. قوافل قفصة من أكثر الفرق التي شهدت هذه الظاهرة والتي تعود لما قبل الثورة باعتبار أن سنة 2008 أضرب اللاعبون في عهد الرئيس محمود عبود. القافلة عادة ما تشهد إضرابا للاعبين كل سنة وكان ذلك في نوفمبر 2012 وسبتمبر 2013 وماي 2014 وديسمبر 2015 وماي 2016 ثم جويلية 2017 وآخر الإضرابات كانت في أفريل 2018. من الشمال إلى الجنوب مع بداية الموسم الحالي سجل الإضراب حضوره في 4 فرق موزعة بين الشمال والوسط والجنوب. البداية كانت بالاتحاد المنستيري الذي أضرب لاعبوه يوم 3 أوت للمطالبة بمستحقاتهم. ولأجل المطالب نفسها، وهي الجرايات والمنح، أضرب لاعبو الشبيبة خلال سنة 2018 فقط أكثر في أكثر من ثلاث مناسبات بينها 31 جانفي و15 مارس و6 ماي وآخر اضراب كان يوم 23 أكتوبر الفارط قبل أن يستقر الوضع بقدوم هيئة محمد المامني. 2018 كان حافلا بالإضرابات في الجليزة حيث أضرب اللاعبون خلال شهر فيفري لثلاثة أيام متتالية وكرروا الأمر نفسه خلال شهر أفريل. وفي أواخر شهر ماي وفي شهر أكتوبر الماضي اأضرب لاعبو مستقبل قابس لثلاثة أيام متتالية، مما تسبب في إلغاء المباراة الودية التي كان سيخوضها أمام النادي الصفاقسي. لاعبو النادي البنزرتي ودعوا السنة بإضراب كان أواخر شهر نوفمبر واستقبلوا سنة 2019 بإضراب جديد ليصبح أول فريق يضرب خلال السنة الجديدة رغم النتائج المتميزة التي حققها في البطولة. استثناء وحيد ظاهرة الإضرابات عن التمارين التي بلغت أوجها إبان الثورة شملت جميع فرق الرابطة المحترفة الأولى والثانية باستثناء الترجي الرياضي التونسي النادي الوحيد المستقر على المستوى المادي والذي لم تجد هيئته مشاكل كبيرة في الالتزام بوعودها تجاه لاعبيها في مختلف الفروع.