يجد اللاعبون أنفسهم أحيانا أمام ضرورة الإضراب عن التمارين بسبب تخلف الهيئات المديرة عن سداد مستحقاتهم المالية لأكثر من ثلاثة أشهر. فالإضراب أصبح عادة حميدة عند لاعبي عدد من أندية الرابطة المحترفة الأولى على غرار الشبيبة في بداية الموسم ثم مستقبل قابس والآن النادي البنزرتي واتحاد تطاوين والقائمة مرشحة للارتفاع في ظل عجز المسؤولين عن إيجاد موارد مالية قارة يجابهون بها مصاريف أنديتهم. أندية تعيش أزمات مادية خانقة تكبلها وتقف حائلا أمام تحقيق أهدافها وطموحات جماهيرها فالنادي البنزرتي رغم النتائج الجيدة يجد لاعبوه أنفسهم أمام خيار الإضراب عن التمارين من أجل الحصول على مستحقاتهم في ظل عجز هيئة عبد السلام السعيداني عن إيجاد حل للأزمة المالية أما اتحاد تطاوين فقد أضرب لاعبوه أيضا وألغيت المباراة الودية التي كانت ستجمعهم بأمل جربة بسبب الضائقة المالية التي حالت دون تسلمهم لمستحقاتهم من أجور ومنح. وضعية يعيشها أغلب أندية الرابطة المحترفة الأولى وحتى الأندية الكبيرة التي تتمتع بمداخيل قارة وبعقود استشهار أصبحت “مرهونة” لدى البنوك والنزل وفاق عجزها المالي المليارات. أندية الرابطة الأولى تمثل المرآة العاكسة للكرة التونسية فما بالك بأندية الرابطة الثانية ونصف الاحتراف. الأزمات المالية والعجز الكبير في ميزانية أغلب الأندية والإضرابات المتتالية للاعبين مؤشرات تؤكد أن تونس لا زالت بعيدة عن الاحتراف رغم مرور 13 سنة كاملة على دخولنا عصر الاحتراف الكلي الذي لم نر منه سوى الجرايات الضخمة وصفقات بالمليارات التي كبلت الأندية وجعلت مصاريفها ترتفع عشرات الأضعاف مقابل غياب مصادر التمويل الذاتية والقارة والاعتماد بنسبة كبيرة على دعم الدولة.