احتفلت تونس بالذكرى الثامنة لثورة الحرية والكرامة ضد نظام الاستبداد والديكتاتورية والتي أسست لمرحلة الجمهورية الثانية ولمسار ديمقراطي انطلق في 2011 ومازال يشق طريقه نحو مزيد من المكاسب لتونس الثورة التي حررت البلاد والعباد. الإعلام التونسي -وهو المستفيد الأوّل من هذه الثورة خاصة أنّ المكسب الأساسي والأهم للثورة هو حرية التعبير والصحافة- وجّه بوصلته للحديث عن الثورة وتقييم التجربة التونسية وكذلك كانت له تغطيات للاحتفالات التي أقامتها مجموعة من الأحزاب والمنظمات في شارع الحبيب بورقيبة بلالعاصمة بهذه المناسبة. احتفالات الثورة شهدت نزول عدد من الأحزاب للشارع الرمز بوسط العاصمة شارع الحبيب بورقيبة والذي كان شاهدا منذ 8 سنوات على انتصار الشعب ضدّ الظلم والطغيان والاستبداد. ومن بين هذه الأحزاب حركة النهضة والتي نزلت بثقلها من اجل الاحتفاء والاحتفال بالثورة وبلغ عدد أنصارها حسب تقديراتها ب20 ألف شخص بينما شهد الشارع نفسه وجود بعض الأحزاب الأخرى بأرقام متفاوتة لا تتجاوز المئات في أقصاها مثل الجبهة الشعبية والتيار الديمقراطي وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التحرير والاتحاد الجمهوري الشعبي والحزب الجمهوري إضافة إلى الاتحاد العام التونسي للشغل والذي أقام مهرجانا خطابيا في بطحاء محمد علي وكذلك حركة تونس إلى الأمام والتي أقامت خيمة بوسط شارع الحبيب بورقيبة. جريدة المغرب غطت احتفالات الذكرى الثامنة للثورة من خلال مقال نشر في الصفحة السادسة تحت عنوان شارع الحبيب بورقيبة:إحياء ذكرى 14 جانفي 2011.. صور وشعارات وخيم…ورسائل مختلفة…”، ورغم ان المقال رافقته صورتان واحدة لاحتفالات الجبهة الشعبية وأخرى لاتحاد الشغل فإنّ المقال أقرّ بانّ حركة النهضة كانت الأكثر حضورا في شارع الحبيب بورقيبة وبيّن ان الحضور قد بلغ 20 ألف شخص وفقا لكلمة عبد الكريم الهاروني . وتطرق المقال لاحتفالات التيار الديمقراطي والحزب الجمهوري. جريدة الشرق وفي صفحتها الثالثة نشرت مقالا تحت عنوان”شارع الحبيب بورقيبة يستعيد رمزيته” ورافقته بصورة لبعض قيادات الجبهة الشعبية يتقدمهم حمة الهمامي وزوجته ومباركة البراهمي واهتم المقال في أغلبه باحتفالات الجبهة الشعبية وحزب التحرير متجاهلا في الآن ذاته بقية الأطياف والاحزاب الأخرى. جريدة الصباح مرت بجانب الحدث حيث لم تهتم باه البتّة على عكس جريدة Le Temps والتي تنتمي لنفس مؤسسة الصباح والتي سلطت الضو حول الاحتفالات بعيد الثورة من خلال مقال نشر في الصفحة الرابعة بعنوان “Grand rassemblement palce mohamed ali..Appel de l'UGTT à lever les injustices et à prendre en considératin L'intérêt du pays والذي سلط الضو على احتفالات الاتحاد العام التونسي للشغل. جريدة الصحافة الحكومية ;على غرار جريدة الصباح مرت بجانب الحدث ولم تنشر أي مقالا حول احتفالات الأحزاب والمنظمات بذكرى الثورة واكتفت ببعض المقالات التحليلية التي تمحورت حول الصعوبات التي تمرّ بها البلاد بعد الثورة. جريدة “La Presse” تعبتر من أكثر الجرائد المكتوبة اهتماما باحتفالات عيد الثورة حيث خصصت نصف الصفحة الأولى للحديث عن احتفالات الأحزاب بهذه المناسبة وكذلك احتفالات الاتحاد العام التونسي للشغل، ونشرت صورا لاحتفالات الاتحاد والنهضة والجبهة الشعبية. وخصصت الصحيفة الصفحة الرابعة للاحتفالات بعيد الثورة وتطرقت لأكثر من طرف على غرار الحزب الجمهوري ووالجبهة والنهضة والاتحاد والتيار وللاحتفالات بذكرى الثورى في سيدي وبوزيد. رغم أن الاحتفال في الذكرى الثامنة للثورة يعتبر أكثر إشعاعا هذا العام واهتمت به عديد الأحزاب أكثر من الأعوام الأخيرة إلاّ أن اهتمام الإعلام بذلك يعتبر أضعف بكثير من الزخم الذي شهد شارع الحبيب بورقيبة أمس وتأرجحت التغطيات الإعلامية بين التجاهل والانحياز لطرف أو أطراف دون أخرى.