تشهد الساحة السياسية في تونس حركية استثنائية في هذه الفترة بالذات حيث مازالت 8 أشهر تقريبا تفصل البلاد عن الانتخابات التشريعية والرئاسية في ظلّ بداية عديد الأطراف الحملة الانتخابية مبكّرا رغم ضبابية المشهد فيما يتعلّق بالموعد الانتخابي وكذلك تركيبة الهيئة العليا للانتخابات. حزب آفاق تونس والذي كان خامس الترتيب في الانتخابات التشريعية الفارطة برصيد 8 مقاعد، يشهد هذه الأشهر فترة صعبة خاصة بعد الإعلان عن الحزب الجديد ليوسف الشاهد والذي استقطب العديد من النواب والوجوه القيادية في آفاق تونس وهو ما يجعل الحزب في مفترق طرق بين الالتحاق بالحزب الجديد أو المحافظة على استقلاليته والدخول منفردا للانتخابات القادمة وتحمّل المسؤولية في ظلّ تراجعه على الساحة السياسية ونوايا الاقتراع، حسب أرقام مراكز سبر الآراء. وفي تعليقه حول مستقبل الحزب، نفى ياسين إبراهيم في تصريح إعلامي خبر الانضمام إلى الحزب الجديد ليوسف الشاهد مؤكدا أن حزب آفاق تونس سيخوض الانتخابات القادمة بقائماته الخاصة به. وكان القيادي السابق في الحزب وأحد مؤسسي حزب “تحيا تونس” رياض المؤخر قد دعا في ندوة صحفية بسوسة، المهدي جمعة وسعيد العايدي وياسين إبراهيم للانضمام إلى المشروع السياسي برئاسة يوسف الشاهد الذي تم الإعلان عنه رسميا يوم الأحد بالمنستير، قائلا لهم “لا نريد أن تكونوا متخلّفين”. وشهدت الندوة الصحفية نفسها الإعلان عن استقالة 8 نواب من آفاق تونس والإعلان الانضمام للحزب الجديد “تحيا تونس”، وهو ما جعل حزب آفاق يخسر تقريبا أغلب نوابه باستثناء رئيسة المكتب السياسي ريم بن محجوب والتي مازالت متشبّثة بالبقاء في الحزب وبالانتماء لكتلة الولاء للوطن في مجلس نواب الشعب. وشهد الحزب أزمة سياسية حادة في الصيف الفارط كانت وراء تراجعه اللافت من حيث التأثير في الساحة السياسية وكذلك الوزن السياسي بعد أن أعلن تأييده للإطاحة برئيس الحكومة يوسف الشاهد وإحداث تغيير شامل في الحكومة تماشيا مع النقطة 64 في من وثيقة قرطاج 2 ولكن شقّ كبير من نوابه بمجلس نواب الشعب وأعضاء الحكومة من المنتمين إليه، رفضوا هذا التوجّه وتمسّكوا بدعم الحكومة والمحافظة على مكانتهم فيها. وتطوّر هذا الصراع بين جناحين في الحزب الأوّل يقوده رئيسه ياسين إبراهيم وهو مناوئ للحكومة، والثاني تقوده مجموعة من النواب وخاصة الوزراء وفي مقدمتهم فوزي عبد الرحمان وزير التشغيل السابق ورياض المؤخر الكاتب العام للحكومة الحالي. آفاق تونس والذي شهد تراجعا كبيرا ظهر ذلك في الانتخابات البلدية الأخيرة حيث كانت حصيلته ضعيفة جدا، يبحث وحسب تصريحات بعض قيادييه عن إعادة ترتيب البيت الداخلي والاستعداد الجيد للانتخابات القادة التي ستعتبر مرحلة أخرى لتقييم تجربة الحزب خلال الفترة السابقة