في وقت تشهد فيه الساحة السياسية شدّا وجذبا شديدين وتسارعا في الاحداث، يحاول حزب افاق تونس رتْق فراغاته بعد موجة الانسحابات التي شهدها والتي أصابته في مقتل، في مسعى منه الى لملمة جراحه قبل معركة الاستحقاق الانتخابي البلدي ليظهر في صورة الحزب المتماسك والجاهز لدخول منافسة المعركة الانتخابية . وقد ضم حزب آفاق تونس قيادات جديدة لسد فراغ شمل مناصب كبيرة داخل هياكل الحزب، وقام بانتخاب ، وليد صفر نائبا لرئيس الحزب وخالد فوراتي رئيسا للمجلس الوطني، خلال اجتماع لمجلسه الوطني السبت. كما تم سد أربعة مقاعد شاغرة داخل تركيبة المكتب السياسي لحزب آفاق تونس بانتخاب كل من حلمي عطية وأمين المصمودي وعزيز عضوم وخليل الغانمي. ومنذ استقالة عدد من المنتمين السابقين للحزب والذين يشغلون حقائب وزارية في حكومة الشاهد وفي مقدمتهم وزير البيئة والتنمية المحلية رياض الموخر ووزير التشغيل فوزي عبدالرحمن، بعد انسحاب آفاق تونس من الحزام السياسي الداعم لحكومة يوسف الشاهد، ظل هناك شغور في هياكل حزب آفاق تونس. وقبل الاستقالة من آفاق تونس، كان الموخر رئيس المجلس الوطني للحزب فيما كان عبدالرحمن نائب رئيس الحزب وهي خطة تقاسمها مع سميرة مرعي منذ شهر ماي من العام الماضي. كما كان هشام بن أحمد كاتب الدولة الحالي للتجارة الخارجية من بين أعضاء الهيئة التنفيذية لآفاق تونس، أما عبد القدوس السعداوي كاتب الدولة لدى وزيرة الشباب والرياضة المكلف بالشباب فقد كان المتحدث باسم الحزب وعضو الهيئة التنفيذية أيضا.. وجاء سدّ الفراغ في المناصب القيادية الهامة داخل هياكل آفاق تونس قبل أسابيع قليلة من الاستحقاق الانتخابي البلدي الأول من نوعه بعد الثورة . ولفتت النائب عن افاق تونس ريم محجوب ، في هذا الصدد؛ إلى أن كل الاهتمام سيركز في المرحلة القادمة على الاستعداد لخوض الانتخابات البلدية، حيث أفادت بأنه "عيّنا فريقا من الحزب ليتولّى إدارة حملة الحزب الخاصة بالانتخابات البلدية وتحديد الرسالة الانتخابية والاتصال بالجهات الداخلية". وفي ديسمبر الماضي، أعلن حزب آفاق تونس عن "القطع مع المنظومة السياسية الحالية المنبثقة عن وثيقة قرطاج" كما دعا ممثليه في الحكومة حينها إلى مغادرة حكومة الشاهد. وأثار قرار آفاق تونس، الذي يملك 8 مقاعد في مجلس نواب الشعب، خلافات عميقة داخل الحزب حيث أعلن عدد من نواب ووزراء حزب آفاق تونس رفضهم لقرار الانسحاب من الحكومة مؤكدين تمسكهم بوثيقة قرطاج. وحمّل برلمانيو الحزب ووزراءه ياسين إبراهيم مسؤولية القرار وتبعاته من تقسيم داخل الحزب وتأزم للوضع السياسي خارجه. وقدّم عدد من قيادات آفاق تونس ونوابه بالبرلمان استقالتهم من الحزب، لكن البعض منهم تراجع عن ذلك في ما بعد.